قررت ايطاليا تكثيف دورياتها العسكرية في جنوب البحر المتوسط في محاولة لمنع تكرر حوادث البحر التي راح ضحيتها مئات المهارجين الافارقة هذا الشهر
وقال رئيس الوزراء انريكو ليتا في وقت متأخر امس السبت إن “مجموعة إجراءات جوية وبحرية” ستطبق جنوبي صقلية وهي المنطقة التي عبر من خلالها عشرات الآلاف من المهاجرين من افريقيا إلى الجزيرة في قوارب مكتظة ومتهالكة هذا العام.
وقالت البحرية الإيطالية ان ما لا يقل عن 34 شخصا لاقوا حتفهم غرقا يوم الجمعة عندما غرق زورق جنوبي صقلية لكن في ظل عدم معرفة مصير الكثيرين فإن العدد الحقيقي قد يصل الى 200 شخص.
جاء ذلك بعد قرابة أسبوع من غرق 350 مهاجرا إريتريا وصوماليا قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في جنوب البحر المتوسط.
وقالت باربارا موليناريو المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الناجين من حادث الجمعة ذكروا ان زورقهم تعرض لاطلاق نار لدى مغادرتهم ليبيا .
وأضافت “ابلغنا الناجون بأن اعيرة نارية اطلقت على الزورق لدى ابحاره..اصيب ثلاثة اشخاص ولحقت اضرار بالزورق.”
وقالت ان الناجين ذكروا ان الاعيرة النارية أطلقها “ليبيون ولكن كان من المستحيل تحديد هويتهم.
ونفى رئيس الوزراء الليبي علي زيدان اطلاق القوات الليبية النار لكنه وعد باجراء تحقيق.
ويسلط الحادث الضوء على حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا التي تعد نقطة الانطلاق للكثير من قوارب المهاجرين. وتواجه الحكومة المركزية صعوبات لفرض سيطرتها على الميليشيات المسلحة.
ويشعر المسؤولون الايطاليون بقلق متزايد من توافد المهاجرين بطريقة غير مشروعة خارج نطاق أي سيطرة من المنطقة التي تشهد حربا أهلية في سوريا وفوضى في ليبيا واضطرابات مصر وغيرها.
وقال وزير الدفاع ماريو مورو لصحيفة افينيري اليومية “نعتزم زيادة وجودنا الى ثلاثة أضعافه من حيث الأفراد والعتاد في جنوب البحر المتوسط للقيام بمهمة عسكرية تقتضيها الآن أسباب من بينها غياب الدولة في ليبيا حاليا.”
وتابع “نحتاج إلى اجراء قوي لمنع غرق هذه القوارب في البحر.”
وقال انه يجري حاليا وضع التفاصيل العملية والمالية لعملية الانتشار وقد تشمل المزيد من سفن الحراسة أو المزيد من السفن
المزودة بقدرة اكبر على المراقبة والاستطلاع.
وذكرت وسائل اعلام ايطالية ان طائرة بدون طيار تتمركز في صقلية قد تستخدم ايضا في تحديد الزوارق المعرضة للغرق.
والى جانب زوارق خفر السواحل وشرطة الحدود تقوم ثلاث سفن تابعة للبحرية الايطالية تدعمها اربع طائرات هليكوبتر بدوريات في المنطقة بالاضافة الى طائرتي استطلاع مزودتين باجهزة رؤية ليلية إيطاليا ومالطا اللتان تتحملان عبء الأزمة مزيدا من الأموال من الاتحاد الأوروبي ودعتا إلى إدراج أزمة الهجرة غير المشروعة في جدول أعمال الاجتماع القادم للمجلس الأوروبي في 24 و25
أكتوبر تشرين الأول.
وقال رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) “واقع الأمر إننا مع استمرار الوضع الراهن إنما نبني مقبرة في بحرنا المتوسط.”
وايد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الدعوات لاتخاذ اوروبا المزيد من الاجراءات عقب اجتماعه مع موسكات في طرابلس اليوم الاحد لكن رئيس وزراء مالطا قال انه لن يحدث أي تقدم حقيقي إلى أن يعود النظام على طول الساحل الافريقي.
وقال “كي يتحقق حل دائم او على الاقل طريقة افضل للتعامل مع مشكلة الهجرة غير الشرعية لا بد من الاستقرار في ليبيا