أقدم مجهول على إلقاء عبوة ناسفة على مركز يقع في مدريد يأوي القاصرين من المهاجرين وأغلبهم من جنسية مغربية، وهو الاعتداء الثاني في ظرف شهر، ويعتبر من نتائج خطاب العداء نحو المهاجرين الذي يروج له حزب بفوكس القومي اليميني المتطرف الذي حقق تقدما كبيرا خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وأكدت السلطات الإسبانية قيام خبراء المتفجرات التابعين للشرطة بالتفجير المتحكم فيه الأربعاء من الأسبوع الجاري لعبوة ناسفة ألقيت على مركز لإيواء المهاجرين القاصرين في بلدة هورتليزا بإقليم مدريد. وتابعت أن العبوة لم تكن محشوة بمتفجرات كثيرة ولكن بجزء قليل قادر على إحداث الضرر. ويبقى المثير أن هذه العبوة الناسفة هي من نوع العبوات التي تستعمل في التداريب العسكرية ويمتلكها الجيش فقط، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول كيفية تسريب عبوة ناسفة من النوع العسكري. وكان مجهول قد ألقى بالعبوة الناسفة عل المركز، ومن حسن الحظ لم تنفجر حت جرى العثور عليها وإبطال مفعولها بعدما جرى نقل القاصرين الى مراكز أخرى آمنة.
وتفيد جريدة الباييس أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها هذا المركز لهجمات واعتداءات عنصرية، حيث سبق وأن هاجمه العشرات من الشبان الإسبان للضغط لكي يتم ترحيل القاصرين الى مناطق أخرى.
ورغم محدودية العبوة الناسفة وعدم حدوث أضرار بشرية ومادية، إلا أن هذا الاعتداء يشكل ناقوس خطر للسلطات والجمعيات الحقوقية وأغلبية الأحزاب لأنه جرى استعمال متفجرات للهجوم على المهاجرين القاصرين. وبدأت بعض الأحزاب توجه أصابع الاتهام الى حزب فوكس المنتمي الى اليمين القومي المتطرف، والذي حقق خلال الانتخابات التشريعية التي جرت الشهر الماضي تقدما كبيرا بحصوله على 52 مقعدا وتحوله الى القوة السياسية الثالثة في البرلمان بعد كل من الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي المحافظ وبعدما كان حزبا هامشيا في المشهد السياسي الإسباني. وكان حزب فوكس قد شن حملة ضد هذا المركز خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، متهما المهاجرين القاصرين بزرع الرعب في بلدة هورتليزا.
وأصبح القاصرون المغاربة في اسبانيا مشكلة عويصة في العلاقات بين الرباط ومدريد، ورغم الاجتماعات للتوصل الى اتفاق فقد باءت كل المحاولات بالفشل، حيث ترفض الرباط تسريع وثيرة استقبال القاصرين بل أصبح عددهم يرتفع من شهر الى آخر. ويوجد أكثر من سبعة آلاف قاصر مغربي في مراكز للإيواء وهناك رقم مماثل يعيشون في شوارع مدن اسبانيا عرضة للإجرام المنظم والاستغلال الجنسي.