في قرار مفاجئ، ألغت الدولة المغربية الزيارة التي كان يعتزم وزير الخارجية صلاح الدين مزوار القيام بها الى باريس الجمعة المقبلة، ولم يتم تقديم تفسيرات بشكل رسمي باستثناء تلميحات حول عدم التوصل الى أرضية قد تشكل انطلاقة لمفاوضات لتطبيع العلاقات بعد قرابة سنة من الأزمة.
وكما كان إعلان زيارة مزوار الى باريس مفاجئة بكل المقاييس يومه الاثنين من الأسبوع الجاري بحكم أن زيارة نظيره الفرنسي لوران فابيوس هي التي كانت منتظرة للرباط، يأتي قرار الإلغاء بشكل مفاجئ للغاية، ويطرح الكثير من التساؤلات حول الأسباب.
ولم يصدر بيان رسمي حول الإلغاء، ولكن مصادر متعددة تؤكد القرار. وكان الموقع الرقمي لجريدة اليوم 24 سباقا الى الكتابة عن قرار تأجيل زيارة مزوار. وأوردت هذه الجريدة الرقمية سببا رئيسيا وهو قرار تيار متشدد في الإدارة الفرنسية يدعو الى عدم تقديم تنازلات للمغرب في المطالب التي يطرحها وهي توفير الحماية لمسؤوليه الكبار خلال زيارتهم لفرنسا.
وتمر العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا بأزمة حقيقية منذ قرار القضاء الفرنسي استنطاق مسؤولين مغاربة في ملفات تتعلق بالتعذيب تقدم بها مغاربة بعضهم يحمل الجنسية الفرنسية. ويتعلق الأمر بمدير المخابرات المدنية عبد اللطيف الحموشي والكاتب الخاص للملك منير الماجيدي.
وكانت مصادر فرنسية تبرر عدم توقيع اتفاقية مع السلطات المغربية حول توفير الحماية القضائية لمسؤولين مغاربة بتناقض هذه الاتفاقية مع القوانين المعمول بها فرنسا وأوروبيا في ظل عولمة القضاء.