تنتظر إسرائيل انعقاد قمة النقب في المغرب لكي تعلن عن موقفها من نزاع الصحراء، وهذا الإعلان قد يحمل الاعتراف بسيادة المغرب وقد يحمل موقفا آخر.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الاثنين من الأسبوع الجاري حول العلاقات مع المغرب وقمة النقب “نعمل حاليا على هذه القضية وخطتنا هي اتخاذ قرارنا النهائي في منتدى النقب”.
وقمة النقب هي قمة الدول التي تشارك في مسلسل التطبيع مع إسرائيل استنادا الى اتفاقيات أبراهام التي بدأت سنة 2020، كان المغرب أحد الموقعين عليها. وأعلن المغرب استضافته القمة، غير أنها تأجلت مرات عديدة لثلاثة أسباب. الأول وهي تقني ويتجلى في عدم توافق أجندة وزراء الخارجية المشاركين بسبب وقوع مستجدات كثيرة خاصة بالنسبة لوزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن الذي يضطر الى تغيير أجندته تماشيا مع التطورات الدولية.
ويتجلى الثاني في رغبة المغرب في تنظيم القمة في مدينة الداخلة في الصحراء، ولم تصادق واشنطن على مقترح انعقاد القمة في هذه المدينة، لاسيما وأنها تتبنى موقفا متحفظا بدعمها لمساعي الأمم المتحدة في البحث عن إيجاد حل لنزاع الصحراء بدل دعم الحكم الذاتي، رغم أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد اعترف بسيادة المغرب على الصحراء.
ويتمثل العامل الثالث في الاعتداءات الأخيرة التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين من تقتيل واغتيال وكذلك إحراق بعض المتطرفين القرآن. ورغم الأولوية التي تعطيها وزارة الخارجية المغربية للعلاقات مع إسرائيل، ويكفي أن الرباط هي الوحيدة التي تستقبل وزراء إسرائيليين، لا يمكنها عدم الأخذ بعين الاعتبار موقف بعض الدول الحليفة مثل السعودية التي ترفض أي تطبيع في الوقت الراهن بسبب الاعتداءات وسياسة الاستيطان.
ولم تشترط إسرائيل استضافة المغرب لقمة النقب لكي تعترف بمغربية الصحراء بل لكي تعلن موقفها الجديد من هذا النزاع، وهو ليس بالضرورة الاعتراف وقد يكون الاعتراف. وتناور إسرائيل منذ ثلاث سنوات بشأن الاعتراف. وكانت صحيفة هآرتس قد نقلت عن مصادر تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن إسرائيل لن تعترف بمغربية الصحراء طالما لم تقدم الدول الأوروبية على هذا الاعتراف.