إسبانيا قلقة من ارتفاع مستوى العنصرية والكلفة الاقتصادية مع وصول نحو 300 مهاجر يوميا من المغرب والجزائر وموريتانيا

صورة من الأرشيف للهجرة السرية

تأمل إسبانيا في إقناع المغرب والجزائر وموريتانيا برفع مستوى حراسة الشواطئ لمنع انطلاق قوارب الموت، بعدما بدأ يصل يوميا ما بين 250 إلى 300 مهاجر إليها. وتتخوف مدريد من ارتفاع مستوى العنصرية ضد المهاجرين في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة علاوة على الكلفة الاقتصادية.

ومنذ غشت الماضي، مع رفع الدول الثلاث الحجر الصحي الداخلي، زادت أعداد قوارب الهجرة منها بشكل ملفت باتجاه إسبانيا. وتظهر البيانات الحكومة في المناطق التي تستقبل المهاجرين وهي جزر الكناري، حيث تنطلق القوارب من موريتانيا وجنوب المغرب ثم إلى الأندلس ومورسيا وجزر الباليار، أن ما بين 250 وأكثر من 300 مهاجر يصلون يوميا إلى هذا البلد الأوروبي، وهناك مهاجرون لا يتم إيقافهم نهائيا.

ولعل الجديد في الهجرة السرية وخاصة من المغرب والجزائر هو قيام شباب بتصوير لحظة وصولهم إلى الشاطئ الإسباني ونقلها مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتضطر السلطات الإسبانية إلى نقل الذين يتم إيقافهم إلى مراكز خاصة وإجراء اختبارات فيروس كورونا لهم، وبعد ذلك تفرج عنهم، إذ لا تستطيع إبقاءهم في مراكز الإيواء، كما لا تستطيع ترحيلهم إلى دولهم بسبب الحدود المغلقة في الوقت الراهن. ولا تستقبل الجزائر طائرات أوروبية، بينما تقوم إسبانيا بترحيل المغاربة بحرا، والحدود البحرية مغلقة.

ويوجد قلق كبير لدى السلطات الإسبانية والجمعيات الحقوقية المهتمة بالهجرة، فهي تدرك جيدا أن وصول هذا العدد الكبير من المهاجرين في وقت تراجع فيه الاقتصاد الإسباني سيشكل عبئا كبيرا للغاية. وأبرز صندوق النقد الدولي أن إسبانيا قد تستعيد مستوى نسبة اليد العاملة بداية 2020 حتى عام 2026 لأنها الدولة الأكثر تضررا في أوروبا والعالم من هذا الوباء.

ويرجع هذا التخوف إلى العبء الاجتماعي والاقتصادي الذي يتركه المهاجرون، وكذلك بسبب توظيف الحزب القومي اليميني المتطرف “فوكس” مسألة الهجرة لحشد الرأي العام الإسباني ضد المهاجرين. وعمليا، يوظف حزب فوكس المهاجرين بطريقة مكثفة في خطابه، وهو ما جعله يحتل المركز الثالث في الانتخابات ومرشح إلى الانتقال إلى المركز الثاني مستقبلا بدل الحزب الشعبي المحافظ.

وتتواصل مدريد بشكل مستمر مع الجزائر والرباط ونواكشوط لطلب رفع مستوى مراقبة قوارب الهجرة التي تنطلق من سواحل هذه الدول. لكن العملية تعتبر صعبة جدا بحكم مشاركة نسبة كبيرة من قوات الأمن في مراقبة الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا.

Sign In

Reset Your Password