طلبت إسبانيا المساعدة من منظمة شمال الحلف الأطلسي، وهذه المرة ليست عسكرية لمواجهة من يفترض أنه غريمها التاريخي المغرب بل لمواجهة عدو غير مرئي وهو فيروس كورونا، وتجلى في مساعدات طبية. وتضع إسبانيا أعضاء الحلف في موقف صعب لاسيما في ظل السياسة الأحادية لكل دولة على حدة في مواجهة هذا العدو.
وأكد الحلف الأطلسي في بيان له الأربعاء من الأسبوع الجاري، الطلبَ الذي تقدمت به إسبانيا الى المركز الأورو–أطلسي الخاص بالتنسيق لمواجهة الكوارث التابع للحلف الأطلسي للمطالبة بالمساعدة الدولية ضد الوباء العالمي كورونا.وبررت إسبانيا طلبها بشراسة العدو الذي تواجهه، والذي خلف حتى صباح الخميس أكثر من أربعة آلاف من الوفيات متجاوزة الصين، وأكثر 56 ألأف من المصابين.
ومن المفارقات الغريبة التي يخلفها الوباء العالمي، أن إسبانيا كانت دائما تخطط لطلب المساعدة من الحلف الأطلسي في حالة الحرب مع المغرب، فهي تعتبر هذا البلد الخطر الدائم القادم من الجنوب؛ بسبب ملفات ترابية والمواجهات التي وقعت في الماضي ومنها القريب مثل حادثة جزيرة ثورة صيف 2002. ورغم أن الحرب مستبعدة بين البلدين، فهذه المرة الطلب لا يهم الأسلحة بل المعدات الطبية.
ويتضمن الطلب الإسباني 150 ألفاً من السترات الطبية ذات الاستعمال الواحد، و150 ألفاً من الكمامات الطبية العالية، وهي “ف. ف.ب 3” و300 ألف من كمامات أخرى مشابهة من نوع “ف.ف.ب2” وألفاً من أجهزة قياس الأشعة تحت الحمراء، ومليوناً ونصف من الكمامات الطبية الخاصة بالجراحة، ونصف مليون من أجهزة الفحص الطبي السريع لكورونا، و500 آلة تنفس ضمن معدات أخرى.
ولا يمتلك الحلف الأطلسي مثل هذه المعدات الطبية، ولكنه سيطبق القانون في مثل هذه الحالات وهو نقل الطلب الإسباني الى الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي لمعرفة هل هناك من سيقدم مساعدات من هذا النوع.
وتدرك إسبانيا مسبقاً صعوبة استجابة الدول لطلبها لاسيما وأن باقي الدول الأعضاء في الحلف وفي الاتحاد الأوروبي لم تهرع الى تقديم الدعم الى إيطاليا، هذه الأخيرة التي وجدت المساعدة من دول مثل الصين.
وكتبت جريدة الباييس بوضع إسبانيا الحلف الأطلسي على المحك لمعرفة مدى التضامن، وذلك للحصول على معدات ومواد أصبحت قليلة في السوق العالمية بسبب اجتياح كورونا معظم العالم.