تبحث إسبانيا عن تعويض تبعات الأزمة الاوكرانية على الطاقة المستوردة من روسيا إلى اوروبا، بالتوجه نحو الجزائر وهي مورد تقليدي لمدريد لتعزيز واردتها من الغاز من هذا البلد المغاربي الذي يصدر لها 45 في المائة من الغاز الطبيعي المستهلك، و لعل الزيارة التي سينهيها اليوم وزير الخارجية الإسباني خوسي منويل غارسيا مارغايو كان هدفها الأبرز ملف الطاقة والغاز أساسا، على الرغم من انها تاتي ايضا للتحضير للقمة المشتركة المقبلة.
و توجه امس الجمعة وزير الخارجية والتعاون الإسباني خوسي منويل غارسيا مارغايو إلى الجزائر ، في اطار “تعميق التشاور و الحوار السياسي طبقا لمعاهدة الصداقة و التعاون و حسن الجوار الموقع عليها بين البلدين في أكتوبر 2002 “. كما تدخل في اطار “التحضير للاجتماع ال6 الرفيع المستوى الجزائري-الاسباني المقرر خلال الثلاثي الأخير من سنة 2014”.
وحسب رئيس الدبلوماسية الإسبانية فإن ملف الغاز والطاقة يتصدر اولى اهتمامات مدريد من خلال هذه الزيارة إلى الجزائر . و على الرغم من أن إسبانيا تعتبر الزبون الأول للجزائر بورادات تبلغ حوالي 9200مليون اورو ، إلا ان الازمة الاوكرانية والتوتر الاوروبي الروسي بسبب ذات الملف ادخل الغاز الروسي في جبهات المواجهة واصبح رهين علاقات اوربية روسية تزاد توترا، وهو ما جعل إسبانيا تعمد إلى تعزيز العلاقات مع الجزائر لسد أي نقص قد تحمله تبعات الازمة الاوكرانية على الغاز ا لمستورد من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي ومن ثم إلى إسبانيا.
وفي هذا السياق علق رئيس وزير الخارجية الإسباني لدى وصوله أمس إلى الجزائر مشيرا بشكل صريح إلى هذا الملف حيث قال هناك موضوع أود تعميقه بمناسبة زيارتي للجزائر. يتعلق الأمر بمسألة الطاقة. لقد كشفت الأزمة بين روسيا و أوكرانيا تبعية أوروبا المفرطة للغاز الطبيعي القادم من روسيا”. واضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية قائلا:” الوقت قد حان لبحث ما يمكننا القيام به في مجال الغاز مع أصدقائنا المغاربيين و على وجه الخصوص مع أصدقائنا الجزائريين علما أن الجزائر تزود إسبانيا ب 45 بالمائة من الغاز الطبيعي المستهلك”.
وتاتي هذه الزيارة من رئيس الدبلوماسية الإسباني إلى الجزائر في الوقت الذي يعيش فيه هذا البلد اجواء الانتخابات ا لرئاسية والتي تعرف على إثرها البلاد غليانا وغضبا بسبب الو لاية الرابعة لبوتفليقة.
ولعل الجزائر نفسها حسب مراقبين تعيش تحديات عدة بسبب الوضع السياسي الناجم من الغضب الشعبي العام من الولاية الرابعة لرئيس مريض ،ووجود مواجهات اجتماعية وطائفية كما في غرداية، كما التدعيات الإقليمية بسبب الربيع العربي التي قد تنتقل إلى هذا البلد المغاربي في أي لحظة، يجعل المخاوف قائمة بشان تداعيات تلك التطورات على تامين الاعتماد على الجزائر كليا في تامين بديل عن الغاز الروسي لأسبانيا ولدول اوروبية.