يتغلغل الإرهاب في القارة السمراء في المنطقة الممتدة من الساحل المتوسطي الى نيجيريا مرورا بالساحل وليبيا ومصر والصومال شرقا ويهدد وحدة واستقرار الكثير من الدول. وعاشت القارة السمراء يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الجاري تفجيرات إرهابية أودت بقرابة مائة شخص، ويتعزز هذا الخطر مستقبلا.
في هذا الصدد وفي غرب القارة، لقي 30 شخصا على الأقل مصرعهم الخميس في هجوم مزدوج شنته بوكو حرام على قريتين قرب شيبوك شمال شرق نيجيريا، وهي المنطقة التي كانت هذه المجموعة المتطرفة قد خلال أبريل 2014 أكثر من 200 تلميذة.
وتفيد الصحافة النيجيرية بإحراق بوكو حرام القريتين بالكامل مع قتل واغتيال العديد من سكانها، إذ تجاوز الرقم 30. وكانت بوكو حرام قد شنت هجوما مماثلا الاثنين الماضي على مدينة صغيرة تسمى اسيكرا اوبا التي تبعد 25 كلم عن شيبوك.
وفي شمال القارة، استيقظت ليبيا يوم الجمعة 20 فبراير على ثلاث تفجيرات إرهابية خطيرة بسيارات مفخخة خلفت مقتل أكثر من 40 شخصا وإصابة أكثر من سبعين بجروح واستهدفت مدينة القبة شرق ليبيا. وتبنت حركة داعش هذه التفجيرات، مؤكدة في بيان لها أنها استهدفت مقر قيادة اللواء حفتر.
وفي شرق القارة السمراء، لقي 25 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب عدد كبير بجروح بالغة يومه الجمعة في مقديشو الصومالية، في هجوم تبناه الاسلاميون الشباب استهدف فندقا كان يضم وزراء ونواب ومسؤولين صوماليين.وهذا الاعتداء الذي استهدف فندقا فخما هو الاكثر دموية في الصومال منذ نحو عامين. ففي 14 أبريل 2013 أسفر هجوم انتحاري كبير في مقديشو على المحكمة الرئيسية اعقبه انفجار سيارة مفخخة، عن 34 قتيلا في صفوف المدنيين.
وفي ظرف يومين، لقي أكثر من مائة شخص حتفهم في عمليات المتطرفين. وهذا الرقم ما هو سوى معطى ضمن معطيات حصيلة الاعتداءات التي تتعرض لها القارة السمراء، حيث تصبغها الجماعات المتطرفة وأساسا داعش وبوكو حرم بلون الدم.
ويوجد قلق كبير من تغلغل الإرهاب في القارة السمراء، إذ لم يعد الأمر يقتصر فقط على مقاتلي القاعدة في المغرب الإسلامي التي كان نطاق جغرافيتها وفضاء تأثيرها محدود بل يتعلق الأمر بجماعات متطرفة ذات انتشار واسع كما هو الشأن مع بوكو حرم.