يتخذ المشروع الفيدرالي في ليبيا خطوات تحققية جديدة على خلفية الإعلان عن إجراءات عملية جديدة ، كتشكيل حكومة إقليمية ب24 حقيبة ، تكرس النزوع نحو هذا النظام السياسي الذي يطالب به انصار ” الفيدرالية ” في هذا البلد المغاربي. وتبلور المطلب الفيدرالي في عقب سقوط نظام القذافي، وبرز مع مساعي البحث عن تصورات سياسية لتدبير التحول إلى مرحلة ما بعد سقوط نظام شمولي كان ألغى نهائيا النظام السياسي التقليدي الذي يسند عضد الدولة، وذلك على مدى أربعين سنة اويزيد.
وفي هذا السياق أعلن دعاة الفدرالية في شرق ليبيا تشكيل حكومة من 24 حقيبة لتسيير شؤون إقليم برقة، كما أعلنوا تقسيم هذا الإقليم الجغرافي إلى أربع محافظات إدارية هي أجدابيا وبنغازي والجبل الأخضر وطبرق. وتغيب عن مجموع الحقائب الوزارية المعلنة من قبل عبد ربه عبد الحميد البرعصي رئيس المكتب التنفيذي بالحكومة المحلية، حقيبتا وزيري الدفاع والخارجية. واستند انصار الفيدرالية الذين بادروا بإعلان تأسيس هذا الحكومة التي ستدير إقليمهم الفيدرالي، كما أوضح ذلك البرعصي،إلى دستور ليبيا الذي أقر عقب استقلاها في عام 1951 إبان فترة حكم ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي.
ويقر ذلك الدستور قبل تعديله في العام 1963 وإلغاء نظام الحكم الفيدرالي في المملكة الليبية انذاك، بأن ليبيا تتكون من ثلاثة أقاليم هي برقة شرقا وطرابلس غربا وفزان جنوبا لتشكل مجتمعة المملكة الليبية المتحدة.
ولمواجهة التهديد الأمني الذي يتربص بأي محاولة تشكيل سياسي، الفيدرالية في هذه الحالة، في ليبيا التي تبحث عن ملامحها السياسية الجديدة في مرحلة ما بعد القذافي، حيث يعتبر الانفلات الامني الحاصل مع وجود تشكيلات عسكرية متفرقة بزعمات متبابينة منفلة عن الانضباط، لمواجهة ذلك التهديد جرى الإعلان من قبل انصار الفيدرالية في ليبيا عن تشكيل ما اسموه ب”قوة دفاع برقة” برئاسة العقيد نجيب الحاسي ومقرها البريقة.وقال في هذا السياق عبد ربه عبد الحميد البرعصي رئيس المكتب التنفيذي بالحكومة المحلية “سنولي اهتمامنا بقطاع الأمن الشائك والذي ساهمت في انفلاته التشكيلات العسكرية الخارجة عن الشرعية”
و هذه أول مرة في ليبيا يجري فيها المضي في مشروع الفيدرالية إلى خطوات غير مسبوقة بعدما كان إقليم برقة قد اعلن عن انه إقليم فيدرالي على عهد احمد الزبير السنوسي ابن عم إدريس السنوسي ملك ليبيا الراحل، غير ان المشروع الفيدرالي في ذلك الوقت ظل فقط حبرا على ورق.
ويواجه انصار الفيدرالية في شرق ليبيا اعتراضات قوية من قبل قوى باقاليم اخرى ليبية، وترى فيها منحى سياسيا لتقسيم البلاد وتفتيت وحدته.