يبدي الرئيس الامريكي باراك اوباما تشبتا قويا بقرار توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري على الرغم من عدم توصله إلى إقناع عدد كبير من د ول العالم بما فيها بعض من تلك التي شاركت في قمة العشرين التي احتضنتها سان بتنسبورغ الروسية الخميس والجمعة.وفي المقابل يتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعم سوريا إذا تعرضت لهجوم بما في ذلك المساعدة بتقديم الأسلحة.
أوباما عازم على توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري
رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة ضغوطا للتخلي عن خططه للقيام بعمل عسكري ضد سوريا وحصل على تأييد عشرة من الزعماء لتبني رد “قوي” على هجوم بالأسلحة الكيماوية.
ورفض أوباما التراجع عن موقفه بعد أن قاد نظيره الروسي فلاديمير بوتين حملة لإثنائه عن التدخل العسكري خلال قمة مجموعة العشرين التي استمرت يومين في مدينة سان بطرسبرج الروسية.
وأقنع أوباما عشر دول أخرى في مجموعة العشرين بالانضمام إلى الولايات المتحدة في التوقيع على بيان يدعو إلى تبني رد دولي قوي رغم أنه لم يصل إلى حد دعم تنفيذ ضربات عسكرية مما يبرز الخلافات العميقة التي هيمنت على القمة.
ونحى زعماء المجموعة – التي تمثل 90 بالمئة من اقتصاد العالم وثلثي سكانه – خلافاتهم جانبا لدعم الدعوة إلى النمو وتوفير والوظائف واتفقوا على أن الاقتصاد العالمي في تحسن ولكنه لم يخرج من دائرة الأزمة.
غير أنه لم يصدر بيان مشترك بخصوص سوريا رغم المحادثات المباشرة التي استمرت 20 دقيقة بين أوباما وبوتين على هامش القمة يوم الجمعة عقب نقاش جماعي محتدم بشأن الحرب الأهلية في سوريا خلال مأدبة عشاء مساء الخميس.
وقال بوتين في مؤتمر صحفي في نهاية القمة هيمنت عليه الأسئلة الخاصة بسوريا “نستمع لبعضنا البعض ونتفهم وجهات النظر ولكننا لا نتفق. لا أتفق مع آرائه ولا يتفق مع آرائي.”
وقال المشاركون في مأدبة العشاء إن التوتر بين بوتين وأوباما واضح ولكن بدا عليهما أنهما يبذلان ما في وسعهما لتجنب التصعيد. وقال أوباما إن الفضل يرجع إلى بوتين في تسهيل إجراء النقاش الطويل الخاص بالأزمة السورية مساء الخميس.
غير أنه دافع عن دعوته إلى الرد العسكري على ما تصفه واشنطن بأنه هجوم بأسلحة كيماوية نفذته قوات الرئيس السوري بشار الأسد أودى بحياة ما يزيد على 1400 شخص في الضواحي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في دمشق يوم 21 أغسطس آب.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي منفصل “عدم الرد على هذا الانتهاك لذلك العرف الدولي من شأنه أن يبعث إشارة إلى الدول المارقة والأنظمة المستبدة والمنظمات الإرهابية التي يمكنها تطوير واستخدام أسلحة الدمار الشامل دون أن تتحمل العواقب. ذلك ليس هو العالم الذي نريد العيش فيه.”.
وفشل أوباما في الحصول على تأييد مجلس الأمن الدولي للتدخل العسكري بسبب معارضة روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) ويسعى إلى الحصول على موافقة الكونجرس الأمريكي على هذه الخطوة.
ورفض الرئيس الأمريكي الكشف عما إذا كان يعتزم المضي قدما في توجيه ضربة عسكرية لسوريا في حال رفض الكونجرس منحه تفويضا بذلك غير أنه قال إن معظم قادة مجموعة العشرين يدينون استخدام الأسلحة الكيماوية رغم اختلافهم بخصوص استخدام القوة دون اللجوء إلى الأمم المتحدة.
وقال أوباما “غالبية الحاضرين يرتاحون للاستنتاج الذي توصلنا إليه بأن الأسد وحكومة الأسد هم المسؤولون عن استخدامها (الأسلحة الكيماوية).”
والموقعون على الدعوة إلى رد دولي قوي هم زعماء أو ممثلي أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وأسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
بوتين يتعهد بمساعدة سوريا حال تعرضها لضربة عسكرية بما في ذلك بالسلاح
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ان بلاده ستساعد سورية في حال تعرضها لضربة عسكرية من الخارج، ووصف الوضع في مصر بأنه “غامض”.
واضاف في مؤتمر صحفي بمدينة سان بطرسبرغ “سنواصل تقديم المساعدات لسورية، بما في ذلك الأسلحة”، وفقا لقناة (روسيا اليوم).
وتابع ان استخدام القوة ضد دولة أخرى محظور إلا للدفاع عن النفس أو بقرار من مجلس الأمن الدولي.
وقال الرئيس الروسي ان جميع ما جرى بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية هو استفزاز من المسلحين الذين يأملون بدعم خارجي.
واستطرد ان الولايات المتحدة ستضع نفسها خارج القانون في حال تنفيذها عملية عسكرية ضد سورية، متابعا “اتفقنا مع الرئيس الامريكي باراك أوباما على عقد لقاء بين لافروف وكيري قريبا”.
واردف الرئيس الروسي ان هناك عدم اتفاق مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن سورية “إلا أننا سنعمل على تحسين علاقاتنا”.
وحول مصر، قال بوتين ان عدم الاستقرار في مصر أمر خطير جدا بالنسبة للمنطقة برمتها، واصفا مصر بانها مصر دولة مهمة في الشرق الأوسط والوضع الحالي غامض.