أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم السبت في خطاب موجه الى لشعب الأمريكي أنه سيهاجم سوريا ولكنه سيعرض الأمر على الكونغرس لكي يرخص له بالهجوم. ويأتي قرار أوباما بحثا عن دعم شعبي وسياسي في ظل فتور بشـأن تأييد العسكرية، ولكنه في الوقت نفسه يعتبر حاسما في الدفع بعدد من الدول الغربية الى التردد أكثر في دعم عمل حربي ضد نظام بشار الأسد خاصة بعد رفض البرلمان البريطاني مشاركة بريطانيا في الهجوم.
وقال أوباما في خطابه الذي نقلته وسائل الاعلام الأمريكية والدولية مباشرة “لقد قررت أن تتحرك الولايات المتحدة عسكريا في سوريا، لا نريد وضع جنودنا في نزاع جديد، ولكننا نحن الولايات المتحدة لا يمكننا تجاهل ما جرى في دمشق”، في إشارة الى الاستعمال المفترض للقوات النظامية لأسلحة كيماوية ضد المدنيين.
وأوضح في كلمته “الولايات المتحدة يجب أن تتدخل عسكريا بتنفيذ هجوم محدد زمنيا والأهداف، ولكن في البدء أنا متفق مع زعماء الكونغرس الذين طالبوا بالتصويت على القرار لكي يعبروا عن رأيهم بشأن هذا الهجوم”. وطالب من الكونغرس خطابا قويا للعالم بالمصادقة على الهجوم، وتساءل “الخطر أن لا نفعل شيئا، أي خطاب سنرنسل للعالم إذا أقدم دكتاتورا على ضرب مواطنيه بالسلاح الكيماوي بدون أن يؤدي ثمنا لذلك”.
وهذه أول مرة يتحدث فيها أوباما مباشرة الى الشعب الأمريكي حول الحرب ضد سوريا، ولم يحدد تاريخ الضربة العسكرية.
ويبرز أوباما في هذا الخطاب العقيدة التي تحرك السياسة الخارجية الأمريكية وخاصة عند شن الحرب أو توجيه ضربة محدودة وتتجلى في ضرورة معاقبة كل زعيم دولة أقدم على استعمال غازات أو أسلحة كيماوية ضد شعبه، مشددا على أن الولايات المتحدة كزعيمة للعالم الحر “مطالبة أخلاقيا” بالتحرك. وفي الوقت ذاته، يسعى أوباما الى إقناع الرأي العام الأمريكي بضرورة تأييد هذا العمل العسكري.
ومن شأن تصريحات الرئيس الأمريكي أن تدفع باقي الدول التي كانت تنوي المشاركة الى التردد في الحسم وتعتبر ضرورة العودة الى برلماناتها للبث في المشاركة والدعم من عدمه.
ومن ضمن الدول التي وضعها باراك أوباما في موقف حرج للغاية، فرنسا، حيث قرر الرئيس فرانسوا هولند المشاركة في ضرب سوريا بدون العودة الى البرلمان الفرنسي الأمر الذي يخلف جدلا واسعا في هذا البلد الأوروبي.