لا تبدل دول الاتحاد الأوروبي مجهودات لاستقبال اللاجئين السوريين رغم أن أعدادهم تتزايد بشكل مستمر وفي جميع الدول وبدون استثناء وخاصة فرنسا والمانيا وبريطانيا. وبدأت بعض الدول تحدد نسب تستقبلها لكنها تبقى دون العدد الضخم من السوريين الذين يغادرون بلادهم، الأمر الذي جعل بعض الجمعيات الحقوقية ووسائل الاعلام تنتقد الاتحاد الأوروبي.
في هذا الصدد، خصصت قناة بي إف تيفي BMFTV الفرنسية افتتاحية في موقعها الرقمي في شبكة الإنترنت تتحدث فيه بمناسبة قرار فرنسا استقبال 500 لاجئ سوري عن الغموض الذي يلف أعداد اللائجين السوريين في مجمع أوروبا.
وتبرز القناة أن الأرقام تشير الى حوالي 30 ألف لاجئ سوري في أوروبا مع هامش للخطئ يصل الى 50%، وبالتالي الحديث عن 45 ألف منذ اندلاع النزاع. ولا تتردد في توجيه انتقادات قوية الى الدول الأوروبية لأنها تتلاعب بالأرقام، وتعتبر أن حتى الأطفال الصغار الذين يكونون رفقة عائلاتهم يصنفون ضمن طالبي اللجوء.
القاة تتساءل عن نسبة بعض الدول الأوروبية التي تريد استقبال المئات ومنها فرنسا التي أعلنت هذا الأسبوع استقبال 500 بينما دول الجوار والصغيرة مثل لبنان استقبلت رسميا ما يفوق 750 ألف نازح سوري وفق منظمات دولية والأمم المتحدة بينما الأرقام الحقيقية هي أكثر بكثير.
وأقدمت دول مثل فرنسا وبريطانيا على إجراءات من أجل محاصرة نظام بشار الأسد في دمشق والدفاع عن الضربة العسكرية وتمويل المعارضة بالأسلحة المتطورة، لكن هذا الحماس السياسي والعسكري لا يترجم في حالة استقبال السوريين الهاربين من المواجهات الحربية.
وتؤكد جريدة لوموند في عددها أول أمس أن باريس تقبل فقط طلبات اللجوء لسوريين وصلوا الى أراضيها وليس لسوريين يتواجدون في الخارج، وقد منحت منذ بداية يناير الماضي حتى الآن 700 رخصة لجوء سياسي. وتتابع أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند قبل الأربعاء الماضي استقبال 500 لاجئ من الخارج بطلب من الأمم المتحدة، وهذا يحدث لأول مرة. وفي المقابل، تبرز لوموند، أن المانيا قبلت باستقبال خمسة آلاف سوري لاجئ من الخارج. وترغب الأمم المتحدة أن تسقبل دول أوروبا هذه السنة عشرة آلاف سوري والسنة المقبلة 30 ألف سوري لاجئ.
ووفق مصادر المعارضة السورية في اسبانيا في تصريحات للقدس العربي، تبرز أن السوريين يتواجدون في مجموع أوروبا بل في كل المدن الأوروبية تقريبا، هناك من وصل بالفيزا والأغلبية عبر الهجرة السرية بحرا أو برا عبر طريق أوروبا الشرقية. وتضيف هذه المصادر الدول الأوروبية لا تمنح اللجوء مباشرة بل تترك السوريين وكأنهم مهاجرين سريين هاربين من الأوضاع الاجتماعية كما يحدث مع بعض المهاجرين الأفارقة وليس كنازحين ولاجئين هاربين من نزاع مسلح كلف أكثر من 120 ألف قتيل في ظرف سنتين ونصف.
وعمليا، الكثير من النازحين السوريين يغادرون دول أوروبا الجنوبية التي يصلونها مثل إيطاليا واسبانيا نحو دول شمال أوروبا بسبب الأزمة التي تعصف بها ولا تجعلها تلبي طلبات اللاجئين. وتؤكد مصادر المعارضة أن نسبة كثيرة من السوريين تتجه شمال أوروبا مستغيدة من غياب الحدود لأن دول شمال أوروبا لديها برامج خاصة باللاجئين بينما تغيب هذه البرامج جنوب أوروبا.