لا يزال العالم تنتابه مشاعر من الحيرة والدهشة حيال ظاهرة التسونامي الشهيرة التي يروح ضحيتها عدة ألاف من البشر، كما ما زال المغاربة يتحدثون عن التسونامي الصغير الذي ضرب السواحل الأطلسية الأسبوع الماضي.
وتعتبر هذه الظاهرة دليلاً ومرجعا هاما لقوة الأمواج وآثارها التي من الممكن أن تكون مدمرة في بعض الأحيان، إلا أن دراسات حديثة كشفت أيضا حقائق مدهشة عن الأمواج الهائلة الكامنة تحت سطح المحيطات العالمية. والأمواج التي يمكن تسميتها بالداخلية اكتشفت الدراسة أنها هائلة وربما تصل ارتفاعاتها إلى عشرات الأمتار، ولكن على عكس ما يحدث في التسونامي فإنها تظل تحت سطح المحيط، وبالرغم من تأكد العلماء من وجودها ويمكن الآن أيضا ملاحظتها في أماكن معينة مثل جنوب الصين، إلا أن المعلومات عن كيفية تكونها لا تزال قليلة جدا.
وطبقا لمعلومات الباحثين فالأمواج تحت سطح المحيطات تشبه الامواج فوقها، ولمعرفة أماكن تواجدها يتابع العلماء كثافات المياه بالمحيطات والاختلافات بين المناطق في درجات الملوحة ودرجات الحرارة، وتوصّل العلماء من خلال ذلك إلى وجود ما يشبه الطبقات المختلفة من المياه تحت سطح المحيطات. وعن أقوى مناطق هذه الأمواج الهائلة يقول العلماء طبقا لأبحاثهم انها في المنطقة ما بين الفلبين وتايوان، وأن ارتفاع الأمواج الداخلية في هذه المناطق يصل إلى ارتفاع ناطحات السحاب، وبحسب رأي العلماء فان ارتفاعاتها قد تصل حتى 167 مترا.
وبالرغم من الأحجام الهائلة لهذه الامواج إلا أنها تنتقل بسرعات بطيئة جدا تصل إلى بضعة سنتيمترات في الثانية الواحدة، وأثبتت الأبحاث أنه بالرغم من أن هذه الأمواج لا يمكن ملاحظتها من السطح الخارجي لمياه المحيطات، إلا أن تأثير هذه الأمواج يمتد إلى المناخ بشكل عام على كوكب الأرض.