ألمرية الإسبانية تتقمص هوية طنجة المغربية وتسعى الى تعويض ورزازات مسرحا لتصوير الأفلام العالمية

“مدينة ألمرية الإسبانية تسطو على هوية مدينة طنجة المغربية”،  هذه الجملة ليست من باب السوريالية ولكن من الواقع المعاش حيث تتقمص ألمرية مدينة طنجة في تصوير أحد الأفلام العالمية، وتفكر ألمرية في تقمص الجنوب الشرقي المغربي ورزازات، هذه الأخيرة التي توصف بهوليوود الثانية.

وشهدت مدينة ألمرية  الخميس من الأسبوع الجاري تصوير مشاهد فيلم “قسم الإيقاع” من تمثيل الممثلان العالميان جيد لاو وبلاك ليفلي، حيث يتم تقديم ميناء ألمرية على أساس أنه ميناء طنجة الشهير دوليا وكذلك شوارع المدينة الإسبانية على أساس أنها شوارع طنجة المغربية. ويوجد تشابه بين المدينتين بحكم  بناء مهندسين اسبان لغالبية شوارع طنجة إبان القرن التاسع عشر وبداية العشرين والتي تبقى قريبة من الطابع الأندلسي لمدن مثل مالقا والجزيرة الخضراء وقادش علاوة على ألمرية.

ولم يجد منتجو الفيلم صعوبة في كومبارس مغاربة، إذ يقيم في ألمرية عشرات الآلاف من المغاربة الذين يعملون في حقولها الزراعية الغنية، وأصبح بعضهم مؤخرا يمتهن مهنة كومبارس في السينما.

بطلا الفيلم 

وبهذا تتقمص ألمرية هوية مدينة طنجة، ويعود هذا الى عوامل متعددة هو رغبة المنتجين في عدم الانتقال الى المغرب إلا لتصوير مشاهد لا يمكن تصويرها خارج هذا البلد المغاربي طالما يوفر الجنوب الإسباني هذه الميزة. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تقمص مدينة مغربية بمدينة غربية أو استوديوهات. ويعتبر فيلم “كازابلانكا” (يحمل اسم المدينة المغربية الدار البيضاء)  من أداء هومفري بوغارت وإنغريد بيرغمان وإخراج مايكل كورتي من أهم الأفلام في تاريخ السينما، وقد جرى تصوير مشاهده في هولييوود في الأربعينات دون الانتقال الى مدينة الدار البيضاء المغربية.

واشتهرت ألمرية في الماضي بكونها كانت مسرحا لأفلام ويسترن سباغيتي، حيث صور هناك المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني ثلاثيته الشهيرة من بطولة الممثل الأمريكي اكلينت إيستوود بداية السبعينات، وكانت مسرحا لعدد من الأفلام التي تحكي الحقبة الرومانية. وترغب في الوقت الراهن استعادة زخمها الذي فقدته لصالح المغرب بعدما تحولت ورزازات المغربية خلال العشرين سنة الأخيرة الى وجهة لتصوير أفلام عالمية خلال العشرين سنة الأخيرة منها كلادياتور والإسكندر وبابل والمومياء.

وتعرض ألمرية مشاهد مثل المغرب، لكن مع توفير تقنيين بصبب صلابة الصناعة السينمائية الإسبانية، ثم سهولة التنقل بين ألمرية وباقي أوروبا، كما سيساهم وجود عشرات الآلاف من المهاجرين المغاربة في تسهيل عملية التصوير وكأن الأمر يتعلق بالمغرب. ويضاف الى كل هذا، تقارب أسعار الخدمات بين اسبانيا والمغرب في التصوير.

مشهد لميناء ألمرية وكأنه طنجة

Sign In

Reset Your Password