تحاول فرنسا وألمانيا بدعم من شركاء أوروبيين آخرين الانتقال إلى صناعة أسلحة متقدمة تكون قاطرة للاتحاد الأوروبي عسكريا علاوة على القوة الاقتصادي.
ومن أبرز هذه المشاريع مشروع تصنيع الطائرة المقاتلة من الجيل السادس لمنافسة المقاتلات الأمريكية والروسية التي تسيطر على سوق الطائرات الحربية في العالم. وستكون سنة 2020 فاصلة في هذا المشروع.
وحقق الاتحاد الأوروبي تقدما في الاندماج السياسي والاقتصادي رغم الانتقادات التي يتم توجيهها إلى المؤسسات الأوروبية بأنها بيروقراطية أكثر من اللزوم، علما أن الدول الأوروبية كانت حتى الأمس القريب في حروب طاحنة مثل الحرب العالمية الثانية. وبعد الوحدة في مؤسسات مثل البرلمان الأوروبي والعملة الموحدة اليورو، جاء دور صناعة الأسلحة، حيث ينتظر تحقيق قفزة نوعية.
ونظرا لضعف التنسيق في صناعة الأسلحة بين الشركاء الأوروبيين، ترغب فرنسا وألمانيا بدعم من دول أخرى مثل اسبانيا في تحقيق قفزة نوعية، ويبقى أبرز مشروع حاليا هو تصنيع مقاتلة من الجيل السادس تحمل اسم “فكاس”. وجرى الاتفاق الأولي خلال الصيف الماضي، وسيدخل حيز التنفيذ في المدى القصير في أعقاب تحقيق تفاهم حول قيمة الاستثمار وتوزيع التصنيع بين الدول الثلاث علاوة على تصور خاص بالتسويق مستقبلا. وستكون سنة 2020 حاسمة في هذا الصدد لتفادي التأخير حسب تقاري من باريس وبرلين.
وينتظر الخبراء منتوجا حربيا رفيع المستول يضاهي المقاتلات المتطورة مثل سوخوي 57 الروسية و إف 35 الأمريكية وهما الطائرتين اللتين تعتبران الأفضل في العالم حتى الآن.
وينطلق هذا المشروع من معطيات صلبة للغاية تضمن نجاحه. فمن جهة، هناك التجربة والإبداع الفرنسي في صناعة المقاتلات الحربية مثل ميراج وأساسا طائرة رافال المتقدمة رغم أن فرنسا دولة لا تتوفر على الموارد الهائلة التي تتوفر عليها روسيا والولايات المتحدة. ومن جهة أخرى، الدقة الألمانية الرفيعة في التصنيع لاسيما وأن ألمانيا لديها تاريخ في الصناعة الحربية جرى تقييده بعد الحرب العالمية الثانية. ولكنه لم يتقدم.
وعلاوة على كل هذا، الرغبة السياسية الحديدية لكل من برلين وباريس لبناء قطب سياسي-عسكري مستقبلا للبقاء ضمن الكبار، أي تطبيق ما يعرف باتحاد أوروبي بإيقاعين، الأول وهو عام ويشمل التنسيق بين مختلف الدول وعادة ما يسجل تأخرا وتعثرا في بعض المشاريع، والثاني هو التنسيق المحدود بين الدول ذات المستوى الاقتصادي والصناعي المتقارب وذات الأهداف السياسية الواضحة.
وتوجد تجارب أوروبية لصناعة مشتركة للأسلحة، ولكنها بقيت محدودة ولم ترقى إلى مشاريع مدنية مثل صناعة طائرة إيرباص بسبب أخلال بعض الدول بتعهداتها أو الخلاف الفرنسي-البريطاني مثلا في مقاتلة يوروفايتر التي انسحبت منها فرنسا وراهنت على رافال. في الوقت ذاته، كان هناك مشروع فرنسي-بريطاني لبناء ثلاث حاملات طائرات.