ارتفعت نسبة المهاجرين السريين في مجموع أوروبا الى ما يفوق الأربعة ملايين، وهو رقم يبقى دون الولايات المتحدة، وتفاقم الوضع خلال السنوات الأخيرة نتيجة الصراعات السياسية في جنوب البحر الأبيض المتوسط. ويتصدر السوريون الهجرة السياسية بينما يتصدر المغاربة الهجرة الاجتماعية المرتبطة بظروف العيش.
وكشف معهد بيو رشيرش الأمريكي في تقرير له مؤخرا أن نسبة المهاجرين الذين لا يتوفرون على وثائق الإقامة في دول الاتحاد الأوروبي يتراوح ما بين أربعة ملايين و4 ملايين و800 ألف، ويوجد قرابة النصف في دولتين هما بريطانيا وألمانيا. وتهم هذه الأرقام الى نهاية سنة 2017. ومن المحتمل ارتفاع نسبة المهاجرين السريين بحكم ارتفاع الهجرة خلال سنتي 2018 و2019 ولكن بوثيرة أقل من سنتي 2014-2016.
ويعود ارتفاع نسبة المهاجرين غير القانونيين الى اندلاع النزاعات السياسية بعد انفجار الربيع العربي-الأمازيغي وخاصة انهيار المؤسسات والحرب الأهلية في بلدين وهما سوريا وليبيا. فقد هاجر من سوريا ملايين السوريين نحو دول الجوار مثل لبنان والعراق وتركيا ونسبة نحو أوروبا عبر تركيا، بينما كان غالبية المهاجرين من ليبيا إما أفارقة ومغاربيين كانوا يعملون في ليبيا إبان حقبة الرئيس المغتال معمر القذافي.
ويتصدر السوريون الجنسيات التي هاجرت لأسباب سياسية نتيجة النزاع القائم وتمركزوا في المانيا أساسا، بينما يأتي المغاربة ضمن الجنسيات الأولى بشأن الهجرة المرتبطة بالنزاعات الاجتماعية أي التفاوت الطبقي وغياب ظروف العيش الكريم، وتبقى نسبة المغاربة لأسباب سياسية محصورة ومحدودة وإن ارتفعت في الآونة الأخيرة نتيجة الحراك الشعبي في الريف. ولا يوجد رقم للمغاربة، لكن عددهم قد يتعدى300 ألف بحكم أنه في اسبانيا لوحدها هناك أكثر من مائة ألف مغربي بصورة غير قانونية بين من وصل عبر قوارب الهجرة وأولك الذين فقدوا بطاقة الإقامة بسبب البطالة.
واعتبر المركز الأمريكي أن نسبة المهاجرين غير القانونيين في أوروبا هي نسبة معتدلة للغاية ولا تصل الى 1 في المائة من الساكنة الأوروبية، بينما ترتفع الى الضعف في الولايات المتحدة. ولكن هذه الأبحاث التي أجراها المركز الأمريكي تبقى قاصرة للغاية، فلم تتبنى تمييزا واضحا بين الهجرة الاجتماعية وأخرى لأسباب سياسية، في الوقت ذاته، اقتصرت فقط على العالم الغربي، في حين تناست دول متوسطية مثل تركيا ولبنان التي استقبلت عدد كير من اللاجئين، ويعد لبنان البلد الذي استقبل أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري، أي قرابة 20 في المائة من ساكنة بلد الأرز.