خرج ناشطون حقوقيون في أكثر من مائة مدينة في الولايات المتحدة للتنديد بحكم الإفراج وتبرئة جورج زنمين قاتل الشاب الأمريكي الأسود ترايفون مارتين تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”، وتثير هذه القضية جدلا سياسيا وإثنيا قويا جعلت الرئيس الأمريكي باراك أوباما يميل الى أسرة الضحية. وتفيد المؤشرات أن هذا الملف سيتخذ أبعادا مقلقة مستقبلا.
وتعود وقائع هذه القضية الى فبراير 2012 عندما فتح الحارس جورج زيمرمان النار على شاب مراهق اسمه ترايفون في مدينة سانفورد في ولاية فلوريدا. ويحرس زيمرمان في أحد أحياء المدينة حيث وقعت فيه سرقات، ولما شاهد ترايفون هو أسود اللون اعتقد أنه من اللصوص الذين يجوبون الحي، وتطور الحديث معه الى فتح النار عليه، وبرر هذه الجريمة بأنه كان يدافع عن نفسه بينما لم يكن ترايفون مسلحا.
والحكم الصادر يوم 13 من يوليوز الجاري، يخلف موجة من الرفض حتى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما صرح “كان يمكن أن أكون أنا هو تريفيون مارتين منذ 35 سنة”، وذلك في إشارة الى طفولته ومراهقته كشاب أسود في شوارع شيكاغو. ووجهت جريدة الواشنطن بوست نقدا مبطنا الى أوباما وكتبت في واجهة موقعها الرقمي اليوم “بتصريحاته حول ترايفون، يكون أوباما يتحدث وكأنه رئيس أمريكي أسود”.
وشهدت أكثر من مائة مدينة أمريكية أمس السبت تظاهرات منددة بهذه الجريمة، وقاد مظاهرات نيويورك زعيم الحقوق المدنية والمذيع القس آل شاربتون مرددا شعارات “لا يوجد عدل” “لا يوجد سلام”. وتشغل قضية ترايفون الرأي العام بسبب طابعها العنصري. وكشف استطلاع للرأي أعدته واشنطن بوست وأ بي سي نيوز أن 80% من الأمريكيين السود يعتبرون الجريمة غير مبررة وهي عنصرية.
وكتبت المجلة الأمريكية ذي نايشن “ترايفون مارتن: رصاصة في قلب القضاء العرقي”، وتساءلت بتبرئة زيمرمان ما هي القيم التي تسود الولايات المتحدة.
وتبرز جميع المؤشرات أن قضية ترايفون تتخذ أبعادا مقلقة لأنها تعيد حقوق الأقلية الأمريكية السوداء الى صلب الجدل والنقاش السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة.