عاد شبح الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة ليحتد ويصبح شمال المغرب من ضمن فضاءات هذه الحرب بعد قرار روسيا نشر سفن حربية بشكل دائم لمواجهة الدرع الصاروخي الأمريكي الذي سيتم إرساءه ابتداء من السنة المقبلة في قاعدة روتا بالجنوب الإسباني. وعلاقة بهذه التطورات، توجد هذه الأيام أكبر سفينة حربية روسية حاملة للصواريخ النووية قبالة شواطئ الناضور-الحسيمة.
وكانت حكومة مدريد إبان حكم الاشتراكي رودريغيث سبتيرو قد وقعت في بداية أكتر من 2011 اتفاقية مع الحلف الأطلسي والبنتاغون تسمح للولايات المتحدة بنشر سفن عسكرية تحمل نظام الدرع الصاروخي الذي يعترض صواريخ باليستية، وستكون هذه السفن بصورة دائمة قبالة قاعدة روتا في قادش والقريبة من مياه طنجة ابتداء من نهاية 2013 وبداية 2014.
وكانت تلك الاتفاقية مؤشرا على بداية عودة الحرب الباردة الى منطقة مضيق جبل طارق كما كان الشأ، إبان مرحلة الاتحاد السوفياتي. ورغم أن البنتاغون برر إقامة الدرع الصاروخي بمواجهة صواريخ إيران وكوريا الشمالية، إلا أن روسيا اعتبرت نفسها المستهدف الرئيسي من هذه الصواريخ.
وكان القرار الروسي بإعادة نشر بحريتها الحربية في البحر الأبيض المتوسط، ولم يقتصر الأمر على شرق هذا البحر بسبب الأزمة السورية بل تعداه الى منطقة الغرب وأساسا عند المدخل الشرقي لمضيق جبل طارق. ومنذ نهاية سبتمبر الماضي وحتى الوقت الراهن، تتوفر روسيا على أكبر تواجد عسكري بحري لها في البحر المتوسط منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
في هذا الصدد، أوردت وكالة نوفوستي الروسية أن سفينة “بيدرو الأكبر” التي تعد أكبر سفينة حربية في العالم (مختلفة عن حاملات الطائرات) والمزودة بصواريخ نووية أبحرت من شمال روسيا عبر مياه القطب الشمالي ووصلت هذه الأيام الى مضيق جبل طارق وتوجد الآن في المياه الدولية بالقرب من المضيق. وحددت الوكالة تواجدها في بحر البران المقابل لشواطئ الناضور-الحسيمة في الريف وقبالة شواطئ ألمرية-غرناطة في جنوب الأندلس.
الوكالة نفسها، تؤكد أن هذه السفينة قد أجرت في هذه المنطقة البحرية مناورات حربية تنضاف الى مناورات أخرى قامت بها في المحيط الأطلسي تتضمن مواجهة هجمات بالطيران، وصد هجمات بحرية وكذلك التعامل مع هجمات بالغواصات.
ولا تكشف وزارة الدفاع الروسية الوقت الذي ستقضيه هذه السفينة في المياه الدولية الفاصلة بين اسبانيا والمغرب، إلا أن الوزارة نفسها كانت قد أكدت في تقرير لها في مارس الماضي أن التواجد الروسي سيكون مستمرا بالقرب من البحر الأبيض المتوسط مباشرة مع اقتراب تشغيل البنتاغون الدرع الصاروخي في قاعدة روتا.
وكانت الجريدة الرقمية “ألف بوست” أول من تحدث عن عودة الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة الى شمال المغرب بسبب الدرع الصاروخي في قاعدة روتا بقادش الذي سسترتب عنه رهان روسيا على تواجد عسكري مستمر بالقرب من مضيق جبل طارق، وهو ما يجري في الوقت الراهن.
وهذا التواجد العسكري الروسي الذي سيصبح مستمرا بالقرب من مضيق جبل طارق يقلق المغرب لأن الرباط تدرك أنها ستصبح تحت مراقبة التجسس الروسي بسبب التسهيلات المغربية للقوات الأمريكية.