ارتفع وصول المهاجرين المغاربة والأفارقة الى سواحل اسبانيا الجنوبية انطلاقا من المغرب بشكل مذهل، ومنذ بداية أكتوبر الجاري، يقارب 2500 مهاجر منهم 1200 نهاية الأسبوع الماضي و347 فجر اليوم الاثنين.
وسجلت سنة 2018 حتى نهاية سبتمبر الماضي قفزة عددية في رقم المهاجرين الذين وصلوا الى سواحل الأندلس وجزر الكناري قبالة الصحراء، فقد تجاوز الرقم 41 ألف، ثلاث مرات سنة 2017 وتجاوز الرقم المسجل سنة 2006، علما أن غالبية المهاجرين وقتها قدموا من شواطئ السنيغال وموريتانيا الى جزر الكناري في تلك القوارب المعروفة بكايوكو التي تحمل أكثر من مائة وحتى مائتين دفعة واحدة.
ومن خلال جرد نسبة المهاجرين الذين جرى اعتراضهم منذ بداية أكتوبر الجاري حتى صباح الاثنين من هذا الأسبوع، فقد قارب العدد 2500 ، ويبقى الرقم القياسي هو يومي السبت والأحد الماضيين باعتراض وإنقاذ 1200 مهاجر سري في مضيق جبل طارق وسواحل شرق الأندلس، وفق الإحصائيات التي نشرتها وكالة أوروبا برس.
وأنقذت سفن الإنقاذ الإسبانية فجر الاثنين الجاري 325 مهاجرا في مضيق جبل طارق بينما وصل الى جزر الكناري قاربين على متنهما 27 مهاجرا.
وتعتبر هذه الأرقام قياسية للغاية، ولم يسبق أن جرى اعتراض هذه النسبة من قوارب الموت محملة بمهاجرين. وإذا كان أغلبية المهاجرين في النصف الأول من السنة الجارية من مهاجري الدول التي تقع جنوب الصحراء الكبرى مثل مالي والسنغال، فقد أصبح المغاربة في الصادرة ابتداء من بداية الصيف ويشكلون الأغلبية المطلقة.
ومقابل كل قارب يجري اعتراضه وإنقاذه هناك قارب أو قاربين ينجحان في تجاوز المراقبة البحرية التي تقوم بها دوريات الحرس المدني، وهو ما يعني وصول على الأقل خمسة ألاف مهارج الى اسبانيا منذ بداية الشهر.
وساد الاعتقاد باحتمال تراجع الهجرة السرية من شواطئ المغرب الى اسبانيا بعد مقتل حياة بلقاسم الثلاثاء من الأسبوع ما قبل الماضي على يد البحرية الملكية، لكن معطيات الواقع تشير الى العكس بل ارتفعت بعد هذا الحادث المأساوي، وهي مرشحة الى الارتفاع أكثر بسبب ارتفاع الاحتقان في المغرب نتيجة البطالة والفقر ورهان الشباب على الهجرة.