سجل يوم الاثنين فاتح أكتوبر موجة جديدة من الهجرة، إذ اعترضت وأنقذت المصالح الإسبانية 458 مهاجرا سريا في مياه المتوسط، وهو رقم جديد ومرعب يدل على الرغبة في النزوح نحو أوروبا. وهذا الرقم مرشح للإرتفاع بسبب الأزمة الاجتماعية والاقتصادي التي يمر منها المغرب ورهان الشباب على الهجرة.
في هذا الصدد، أكدت مصالح الانقاذ والحرس المدني الإسباني أنه وحتى مساء اليوم الاثنين فاتح أكتوبر جرى اعتراض وإنقاذ 458 مهاجرا سريا في عرض مياه المتوسط، وجرى إنقاذ 11 قاربا للهجرة في المياه الفاصلة بين جنوب شرق الأندلس والشاطئ المتوسطي في الريف، بينما تم إنقاذ ستة قوارب في مضيق جبل طارق.
وبهذا يكون قد وصل في يوم واحد 18 قاربا للهجرة، وتفيد المصالح الإسبانية أنه لا يتم اعتراض قوارب أخرى لأنها تتجاوز المراقبة، وعادة ما تكون الضعف أحيانا، وبهذا، فعدد القوارب التي وصلت اليوم قد يكون أكثر من 36 قاربا وبأكثر من 1200 مهاجر أغلبهم مغاربة. وكانت مصالح الهجرة قد أنقذت يوم السبت الماضي 342 مهاجرا سريا، وعادت أمس الأحد الى إنقاذ 186 مهاجرا.
وتعتبر هذه الأرقام قياسية في تاريخ الهجرة المغربية الى اسبانيا، إذ كانت تصل قوارب محدودة بين الحين والآخر، ولكن تسجيل في يوم واحد 18 قاربا وفق ما جرى اعتراضه رسميا وقد يكون 36 أو أكثر بسبب الذين نجحوا في الافلات من المراقبة، فهذا شيء جديد للغاية.
وساد الاعتقاد باحتمال تراجع الهجرة السرية من شواطئ المغرب الى اسبانيا بعد مقتل حياة بلقاسم الثلاثاء الماضي على يد البحرية الملكية، لكن معطيات الواقع تشير الى العكس بل ارتفعت بعد هذا الحادث المأساوي، وهي مرشحة الى الارتفاع أكثر بسبب ارتفاع الاحتقان في المغرب نتيجة البطالة والفقر ورهان الشباب على الهجرة.