من المستبعد قيام روسيا ببيع الأنظمة المضادة للطيران إس 400 الى المغرب بسبب ضعف العلاقات العسكرية وارتباط المغرب بالمعسكر الغربي وصناعته العسكرية.
ويجري الحديث منذ سنوات عن تعاون بين المغرب وروسيا في المجال العسكري، ومما زاد من هذا الحديث هو الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس الى روسيا منذ ثلاث سنوات، وكذلك زيارة رئيس الحكومة الروسية مدفديف الى الرباط السنة الماضية. وخلال الزيارة الأخيرة، نشرت عدد من وسائل الاعلام المغربية ومنها تلك المقربة من الدولة احتمال اقتناء الجيش المغرب لصواريخ إس 400. ووفق الكثير من الآراء، تعتبر هذه الصفقة مستبعدة بشكل نهائي لأسباب متعددة ومنها:
مقتنيات المغرب من السلاح الروسي والتي تسلمها فعلا محدودة للغاية، فهي لم تتجاوز ما بين سنتي 2007 الى 2015 مائة مليون دولار، وهو مبلغ محدود، بينما اقتنى المغرب عتادا تصنع بترخيص بعض دول أوروبا الشرقية مثل روسيا البيضاء وأوكرانيا. وبالتالي، لا يمكن للمغرب تحقيق قفزة نوعية من صفقات ضعيفة الى ضفقة ضخمة مثل إس 400.
في الوقت ذاته، نظام إس 400 أصبح سلاحا استراتيجيا للغاية، فهو يواجه الطائرات المقاتلات من الجيل الخامس وليس الرابع فقط، وكل دولة تتوفر عليه فهي تمتلك سلاحا رادعا للغاية. ولا يمكن لروسيا بيعه للمغرب في وقت يعتبر هذا البلد حليفا رئيسيا للغرب ومنظومته العسكرية كلها غربية تقريبا تدريبا وتسليحا مع بعض الاستثناءات من الصين.
وباعت روسيا لتركيا هذه المنظومة رغم عضويتها في الحلف الأطلسي لأنها تدرك غاية أنقرة إعادة النظر في العلاقات مع الحلف الأطلسي والغرب وأساسا الولايات المتحدة. واتهم رئيس تركيا طيب رجب أردوغان الولايات المتحدة بأنها تريد تمزيق وحدة تركيا، وهي مقدمة لإعادة النظر في العلاقات العسكرية والسياسية مستقبلا. ومن ضمن النتائج تنسيق تركيا مع روسيا في الملف السوري والعراقي وليس مع واشنطن.
وعلاوة على ذلك، لا يمكن لروسيا بيع إس 400 الى الجزائر وتبيعها طائرات مقاتلة متطورة من نوع ميغ وسوخوي وفي المقابل تبيع المغرب هذه المنظومة المتطورة في مواجهة الطيران. وإذا كان المغرب قد تسلم من روسيا مائة مليون دولار ما بين 2007-2015، فقد تسلمت الجزائر كعتاد عسكري م روسيا خلال المدة نفسها 11 مليار دولار.
وعلاوة على كل هذا، باعت روسيا للجزائر منظومة إس 400 لأن هذا البلد المغاربي يعتبر مقدمة مستهدفة لكل حرب ستندلع بين روسيا والغرب. وتعتبر الجزائر حليفا لروسيا وستكون في دائرة الاستهداف خلال نشوب أي حرب مع الغرب، ولهذا يتم تعزيز دفاعات الجزائر أكثر بكثير من سعي روسيا لضمان تفوق عسكري جزائري على المغرب.