ارتفعت أعداد القتلى الذين سقطوا في الاشتباكات بين أنصار الإخوان وقوات الأمن في مصر إلى 44 شخصا حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين في القاهرة وفي مناطق في صعيد مصر.
كما أسفرت الاشتباكات عن إصابة أكثر من 200 شخصا آخرين، بحسب ما ذكره خالد الخطيب، رئيس وحدة الرعاية الحرجة بوزارة الصحة، لـ”بي بي سي”.
واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في شارعي القصر العيني والتحرير بعد محاولات من متظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول اختراق الحاجز الأمني والوصول إلى ميدان التحرير.
كما ألقت قوات الأمن المكلفة بتأمين محيط ميدان التحرير القبض على نحو 200 شخص من جماعة الإخوان في محاولات تجاوز القوات والوصول إلى ميدان التحرير.
وكان مصدر طبي بمحافظة المنيا، في صعيد مصر، قد أكد لبي بي سي مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بعد مناوشات بين المشاركين في مسيرة مناهضة للحكومة المؤقتة وقوات الجيش والشرطة المتركزة في قرية دلجا.
وقامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين في دلجا باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص بهدف منع اقتحامهم أماكن تمركز القوات.
وكان “التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب” – الذي يضم جماعة الإخوان المسلمين وأحزابا إسلامية أخرى – قد دعا المصريين للخروج إلى الشوارع والميادين في الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل.
وخرجت مسيرات الأحد في عدة مناطق بالعاصة المصرية القاهرة شارك بها بضعة ألاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة والرافضين لما أسموه “الانقلاب العسكري”.
ورفع المتظاهرون إشارة رابعة العدوية في مناطق حلوان بجنوب القاهرة والمهندسين والجيزة و منطقة شبرا و الزيتون.
عروض جوية
وعززت قوات الأمن المصرية من إجراءتها عند مداخل ميدان التحرير المختلفة، ووضعت عناصر الشرطة المدنية المدعومة بوحدات من الجيش والشرطة العسكرية في حالة استنفار قصوى .
وتم تركيب بوابات إلكترونية لأول مرة على مداخل ميدان التحرير التي أغلقتها مدرعات الجيش تماما أمام حركة السيارات، حيث يقوم أفراد الشرطة المدنية بتفتيش الداخلين إلى الميدان تفتيشا دقيقا، كما تفحص هويات من يشتبه فيهم.
وصعد على المنصة الوحيدة التي أقيمت عند مداخل مجمع التحرير ضابط ذو رتبة رفيعة ووجه بعض التعليمات الأمنية للمتواجدين في الميدان الذي مازالت تتوافد عليه مجموعات من المتظاهرين الذين يحملون أعلام مصر وصور للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة.
وقبل قليل قامت مجموعات من المقاتلات المصرية بعروض جوية في سماء الميدان وينتظر أن يتكرر المشهد مع بدء الاحتفالات رسميا الرابعة عصر اليوم ( الثانية بتوقيت جرينتش) بالتوقيت المحلي للعاصمة المصرية القاهرة.
دعوات متقابلة
وكان نشطاء وسياسيون وأحزاب قد دعوا الجماهير للنزول الى الشارع للاحتفال بنصر أكتوبر، وذلك بالتزامن مع دعوات التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر ضد ما سمته الانقلاب العسكري.
وهناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى أعمال عنف بين الجانبين.
وأغلقت قوات الجيش والشرطة عددا من الميادين الرئيسة منها ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية وميدان النهضة وميدان مصطفى محمود أمام حركة السيارات.
وسمحت قوات الأمن لأعداد من المتظاهرين الذين توافدوا يحملون أعلام مصر و صورة الفريق عبدالفتاح السيسي بالدخول، بعد إخضاعهم للتفتيش الذاتي ومرورهم داخل البوابات الإلكترونية، خوفا من وجود أجسام غريبة أو معادن.
كما شهد محيط وزارة الدفاع والطرق المؤدية إليها و الطرق الرئيسة التي تربط العاصمة بالمحافظات كثافة أمنية وغلق جزئي أمام حركة المرور.
تحذير
وكانت السلطات المصرية قد وجهت تحذيرا قويا من عواقب تنظيم مظاهرات احتجاج ضد الجيش الأحد. وتوعدت “بالحزم” في مواجهة ما وصفتها بمحاولات إثارة الفتن والمؤامرات.
ونقل عن أحمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئيس المصري المؤقت اتهامه المتظاهرين الأحد بأنهم “يؤدون مهام العملاء” لدول أجنبية.
وكان الجيش المصري قد عزل مرسي، الرئيس المنتخب، في الثالث من يوليو الماضي بعد احتجاجات شعبية حاشدة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن المسلماني قوله إن” المتظاهرين ضد الجيش في ذكرى النصر هم يؤدون مهام العملاء لا النشطاء … وأنه لا يليق أبدا الانتقال من الصراع على السلطة الى الصراع مع الوطن.”
ويقول المعارضون إنهم يحترمون الجيش المصري لكنهم يعترضون على قيادته الحالية التي يتهمونها بالتدخل في السياسة.