يخلق المشكل الليبي توترا بين الجزائر وموريتانيا، فالأخيرة تدعو ال تدخل عسكري لاحتواء الحركات الإرهابية خاصة بعدما بدأت تعشعش جنوب البلاد، بينما ترفض الثانية التدخل العسكري وتعمل على تكسير أي مبادرة من هذا النوع.
وكانت مجموعة دول الساحل المكونة من موريتانيا وتشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو في اجتماع لرؤسائها في نواكشوط الأسبوع الماضي قد طلبت من المنتظم الدولي التدخل عسكريا في ليبيا لاحتواء مظاهر العنف ومساعدة الدولة الشرعية ووضع حد للإرهاب.
واعتبرت الجزائر دعوة مجموعة دول الساحل بمثابة ضربة لمساعيها في الملف الليبي وشرعنة للتدخل العسكري وهو ما ترفضه بقوة. وأدلى وزير الخارجية رمطان لعمامرة بتصريحات يرفض فيها هذا التدخل، وفي محاولة لاحتواءه جرى استدعاء الرئيس التشادي إدريس ديبي الى الجزائر للتباحث حل الأمر وقد حل بها السبت وغادرها يومه الاثنين
وبحث رئيس تشاد النزاع الليبي مع المسؤولين الجزائريين، حيث استقبله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ويبدو أنه بدأ يميل الى الأطروحة الجزائرية الداعية للرهان على الحل السياسي لتفادي الأسوأ في ليبيا.
وتشكل اختلاف الرؤية بين موريتانيا والجزائر أول اصطدام بينهما خلال السنوات الأخيرة. وتعتبر موريتانيا ضرورة التدخل لاحتواء تمدد منظمة داعش في الجنوب الليبي بتنسيق مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي مما سيؤثر على الاستقرار في المنطقة وسيمتد العنف الى مجموع دول الساحل. وفي المقابل، تدافع الجزائر عن أطروحة مضادة تتجلى في تفادي التدخل العسكري حتى لا تتحول ليبيا الى سوريا شمال إفريقيا وتحرق الجميع.