للأسبوع الثاني على التوالي، تستمر الأوضاع الإنسانية صعبة في المناطق الجنوبية للمغرب التي تعاني من الأمطار الطوفانية التي خلفت قتلى يقتربون من الخمسين ومفقودين ومشردين ونازحين في المدارس. وهناك شجب قويل موقف الدولة والاحتجاج على وزير الداخلية محمد حصاد بشعارات تنديدية علاوة على الاستمرار في التنديد بالتعاطي الإعلامي الرسمي.
وتنقل صحافة المواطنة عبر الفايسبوك ويوتوب وكذلك جرائد رقمية محلية جنوب البلاد أخبارا مقلقة حول صعوبة عيش الكثير من القرى، حيث تستمر قرى معزولة نهائيا بسبب الفيضانات بينما قرى أخرى وصلتها فرق الإنقاذ.
ولا تقتصر المعاناة فقط على كلميم وحدها بل تمتد الى مدينة إيفني وقرى قريبة منها مثل بويزيكارن ومير لفت وعشرات القرى التي تستمر محاصرة حتى الآن بمياه الأمطار لاسيما بعدما انهارت الجسور والقناطر الهشة التي ترطبها بالشبكة الطرقية.
وبدأت بعض القرى تستغيث بسبب نقص المواد الغذائية والماء والكهرباء والسكن بعد انهيار المنازل، حيث لم يتردد السكان في اقتحام المدارس للمبيت أو اقتحام منازل خصصت للعائدين من البوليساريو مثل حالة طانطان.
ويشجب السكان موقف الدولة المغربية التي تأخرت في التدخل وتقييم معاناة المواطنين، وهو ما دفع بحدوث تظاهرات في بعض مناطق الجنوب ومنها تظاهرة ضد وزير الداخلية محمد حصاد في بلدة بويزيكارن حيث رفع المواطنون شعارات “فين مشات فلوس الشعب، في الويسكي والحفلات”. وارتفع تنديد الساكنة جراء تدخل الدولة لإنقاذ مرضى مثل القصور الكلوي الذين يخضعون لتصفية الدم، وقد تدخلت في آخر المطاف مروحيات عسكرية لنقلهم الى المدن المجاورة.
ويعيش جنوب المغرب وخاصة ما بين طانطان وسيدي إيفني ما يشبه أجواء النكبة بسبب انهيار القناطر وارتفاع معاناة السكان بشكل ملحوظ بسبب نقص التغذية وانهيار المنازل. وقد أعلنت الدولة كلميم منطقة منكوبة، ويطالب سكان مدن صغيرة مثل سيدي إيفني بإعلان مدينتهم منكوبة.
ووسط كل هذه الأحداث المأساوية، تستمر الانتقادات قوية موجهة الى قنوات التلفزيون الرسمي ومديرها فيصل العرايشي بسبب غياب حس التضامن وبرمجة برامج الترفيه. وتكتب جريدة أخبار اليوم مطالبة وزير الاتصال مصطفى الخلفي لفيصل العرايشي بتوضيحات حول البرامج الغنائية في وقت يتابع المغاربة ما يجري بألم وحسرة.