أبرز استفتاءات تقرير المصير خلال القرن العشرين من النروج مرورا بجنوب السودان الى اسكتلندا

مواطنو كتالونيا في تظاهرة الأسبوع الماضي للمطالبة باستفتاء تقرير المصير

لا يعتبر  استفتاء اسكتلندا اليوم الأول من نوعه الذي يجري خلال العقود الأخيرة بل سبقته استفتاءات أخرى خلال القرن العشرين مثل كبيك في كندا وجنوب السودان بينما أخرى معلقة ومثيرة للجدل مثل استفتاء كتالونيا أو نزاع الصحراء.

ومن أشهر الاستفتاءات منذ بداية القرن العشرين  الاستفتاء الذي أدى الى انفصال النروج عن السويد سنة 1944 وكذلك الذي أدى الى استقلال ايسلندا سنة 1944. خلال الثلاثة عقود الأخيرة  أجري استفتاء سنتي 1980 وسنة 1995 في كبيك في كندا للانفصال أو البقاء ضمن كندا موحدة. وإقليم كبيك تقطنه غالبية ناطقة بالفرنسية، وخسر أنصار الاستقلال مرتين. ويحيي استفتاء اسكتلندا أحلام فرنسيي كيبك باستفتاء ثالث يرغبون في إجراءه.

وشهدت منطقة بويرتو ريكو سنة 1991 استفتاء تقرير المصير للبقاء ضمن الولايات المتحدة أو الاستقلال التام، ونجح أنصار الوحدة بفارق نقاط قليلة. ويتم وصف وضع بويرتو ريكو بالدولة المشتركة مع الولايات المتحدة.

ونتج عن تفكك الاتحاد السوفياتي أكبر موجة من الاستفتاءات أدت الى ظهور دويلات وجمهوريات جديدة مثل لتونيا وإستونيا ولتوانيا وجورجيا. كما تسبب نهاية الحرب الباردة في استفتاءات أخرى أدت الى حروب دموية مثلما حدث في يوغوسلافيا، حيث آخر استفتاء هو الذي جرى سنة 2008 وأدى الى دولة كوسوفو التي يعترف بها الغرب دون الصضين وروسيا.

ومن أشهر استفتاءات تقرير المصير الأخرى تلك التي همت القارة السمراء إفريقيا ومنها  انفصال إرتيريا عن إثيوبيا في استفتاء شعبي لتظهر دولة جديدة في منطقة القرن الإفريقي.

ويعتبر استفتاء تيمور الشرقية الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة من أشهر استفتاءات تقرير المصير، وجرى سنة 1999 حيث انفصلت عن أندونيسيا وأسست دولة جديدة وهي تيمور الشرقية انضمت الى الأمم المتحدة سنة 2002.

وقبل استفتاء اليوم، يعتبر استفتاء جنوب السودان الأخير من نوعه الذي جرى بشكل قانوني، وحدث ذلك خلال يناير 2011، حيث فضل 98% الاستقلال عن الخرطوم. وتعتبر أعلى نسبة في تاريخ الاستفتاءات تليها نتيجة استفتاء استقلال إيسلندا ب 97%.

وكان العالم شاهدا خلال مارس الماضي على استفتاء في شبه جزيرة القرم بانفصالها عن أوكراينا وانضمامها الى روسيا. ولا تعترف الأمم المتحدة بهذا الاستفتاء.

في غضون ذلك، هناك استفتاءات تقرير المصير لم يتم تنظيمها لأسباب سياسية مختلفة وأبرزها استفتاء تقرير المصير في الصحراء، حيث قبل المغرب بالإستفتاء ثم عاد ليرفضه بسبب صعوبة تحديد الكتلة الناخبة ويقترح حلا للنزاع حكما ذاتيا للصحراويين. وهناك استفتاء تقرير المصير في كتالونيا الذي ترفضه الحكومة المركزية في مدريد، وحددت حكومة كتالونيا 9 نوفمبر تاريخ إجراء الاستفتاء.

وتعتبر القومية والحقوق الثقافية محركا رئيسيا لتقرير المصير في العالم. وتقوم خطابات الأحزاب القومية  على توظيف هذه العناصر الخليطة بين التاريخ والثقافة في مواجهة السلطة المركزية. ويختلف الخطاب من منطقة الى أخرى، ففي المناطق الديمقراطية يعتمد الخطاب على الحق في تقرير المصير حقا ديمقراطيا مشروعا، وفي المناطق غير الديمقراطية يتم توظيف خطاب مواجهة الاستعمار.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password