“آفات دبلوماسية موازين”: الرباط تلجأ الى السفير الفرنسي الذي وصف المغرب بالخليلة للتنسيق في مجلس الأمن حول الصحراء

السفير الفرنسي جيرارد آرود الذي وصف المغرب بالخليلة

يتداول الدبلوماسيون الفرنسيون المهتمون بالمغرب العربي نكتة سياسية تنطوي على  مفارقة حقيقية في تاريخ الدبلوماسية المغربية على إثر تداعيات الأزمة بين باريس والرباط بسبب تصريحات مهينة للمغرب صدرت للسفير الفرنسي بالأمم المتحدة جيرارد ارودر روبير . و يكمن وجه المفارقة في أن الدبلوماسي الفرنسي الذي وصف المغرب ” بالخليلة” قد عمد السفير المغربي عمر هلال في مجلس الأمن  إلى التنسيق معه  لتفادي نتائج قد تكون كارثية على المغرب إذا تضمن القرار مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.

ونشبت أزمة خيمت على العلاقات المغربية-الفرنسية، فعلاوة على ملاحقة القضاء الفرنسي لمدير المخابرات المغربية عبد اللطيف الحموشي بتهمة التعذيب، برز أيضا  ما عمق مخالب الازمة بين البلدين “الصديقين”  وهو حديث يفترض أنه صدر عن السفير جيرارد أرود في لقاء مع الممثل الإسباني الشهير خافيير بارديم، كان قال فيه عن الدعم الفرنسي للمغرب في نزاع الصحراء “المغرب مثل تلك الخليلة التي ننام معها وليس بالضرورة نحبها ولكن يجب الدفاع عنها”.

مغاربة في تظاهرة تنديدة بالسفير الفرنسي الذي وصف المغرب بالخليلة
مغاربة في تظاهرة تنديدية أمام سفارة فرنسا في الرباط بالسفير الفرنسي الذي وصف المغرب بالخليلة

وكشف بارديم في ندوة صحفية ضمن نشاط في باريس مؤيد للبوليساريو خلال فبراير الماضي عن مضمون تلك المحادثة. وصدرت ردود فعل سياسية واجتماعية قوية من المغرب أبرزها تقديم دبلوماسية المغرب لاحتجاج  واسع، لفرنسا وخروج تظاهرات منددة وخاصة أمام السفارة الفرنسية في الرباط.

وتشاء الصدف الدبلوماسية أن يتولى السفير الفرنسي نفسه، جيرارد آرود الدفاع عن مصالح المغرب في مجلس الأمن، حيث ينسق طيلة هذه الأيام رفقة عمر هلال الذي خلف السفير محمد لوشيكي في المنصب لتفادي تضمين القرار الذي سيصوت عليه مجلس الأمن اليوم آليات مراقبة حقوق الإنسان التي طالب بها الأمين العام للأمم المتحدة بانكيمون في تقريره.

وتشكل حالة جيرارد آرود حالة خاصة في تاريخ الدبلوماسية المغربية، إذ لم يسبق لمسؤول دبلوماسي من دولة يفترض أنها صديقة وشريكة  للمغرب أن يصدر  أحد مسؤولييها الدبلوماسيين تصريحات تحمل من الإساءة قدرا وافرا ، ثم يجد المغرب نفسه امام مهينيه مضطرا إلى التنسيق معه لحماية مصالحه.

وقد يفسر  البعض الامر  على أنه وجه من المكر السياسي والبرغماتية الفاعلة وحسن التدبير، لكنه يعكس أيضا وفي الوقت ذاته عجزا لافتا في فرض الاحترام  على الشركاء ، وعدم امتلاك تدبير دبلوماسي فاعل يسد ثغرة العجز  الكبيرة  التي تنخره وتقوض كثيرا من مصالح المغرب. في النهاية تلك آفات دبلوماسية موازين.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password