نجا وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم من هجوم بقنبلة استهدف موكبه صباح الخميس اثناء تحركه من امام منزله في حي مدينة نصر (شمال شرق القاهرة) واسفر عن اصابة 25 شخصا من بينهم 10 من رجال الشرطة، كما افادت مصادر امنية.
وهذه هي اولة محاولة لاغتيال وزير داخلية مصري بعبوة ناسفة منذ اوائل تسعينات القرن الماضي عندما حاولت مجموعة اسلامية مسلحة اغتيال وزير الداخلية انذاك حسن الالفي.
ويأتي هذا الاعتداء بعد القمع العنيف لانصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي الذي عزله الجيش في مطلع يوليو عقب تظاهرات حاشدة وغير مسبوقة طالبت برحيله.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان انه في “حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا إنفجرت عبوة ناسفة حال مرور موكب ززير الداخلية بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر ما اسفر عن وقوع عدد من الإصابات بطاقم الحراسة وبعض المواطنين الذين تصادف تواجدهم بمكان الحادث”.
وبعد قرابة ساعتين من وقوع الانفجار، ظهر اللواء ابراهيم على التلفزيون الرسمي مؤكدا انها “محاولة خسيسة”.
وقال الوزير الذي بدا انه لم يمس بأي اذى ان الانفجار ناتج عن “عبوة كبيرة تم تفجيرها عن بعد” استهدفت سيارته موضحا ان الهجوم ادى الى “تدمير سيارات الحراسة الاربع وسيارات للمواطنين تصادف وجودها” في المكان.
واكد ان “هناك ضابطا حالته خطيرة والكثير من الاصابات بين الحرس″.
وقالت مصادر أمنية ان 10 من رجال الشرطة اصيبوا اضافة الى 15 اخرين من المارة الذين تصادف وجودهم في موقع الانفجار.
وقال مصدر رفيع في وزارة الداخلية لفرانس برس ان الانفجار “نتج عن سيارة مفخخة”.
وشاهد صحفي من فرانس برس في موقع الحادث سيارة مدمرة ومتفحمة تماما وتطايرت اجزاء من محركها بعيدا عن هيكلها.
وادى الانفجار الى تحطم واجهات عدد من المحلات كما تحطم زجاج بناية تقع على الجانب الاخر من الطريق على بعد قرابة 30 مترا من مكان انفجار القنبلة، بحسب المصدر نفسه.
وقال سمير جرجس وهو شاهد عيان انه “رأى انفجارا في سيارة على جانب الطريق”.
ويأتي هذا الانفجار في ظل توتر سياسي تشهده مصر منذ عزل الجيش مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين اثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله.
ورفضت جماعة الاخوان المسلمين عزل مرسي واعتبرت انه “انقلاب على الشرعية” واعتصم الاف من انصارها احتجاجا في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة.
وقامت قوات الامن بفض هذين الاعتصامين في 14 غشت الماضي ما اسفر عن مقتل المئات.
ومنذ عزل مرسي، تشهد منطقة شمال سيناء اعتداءات شبه يومية على قوات الشرطة والجيش اسفرت عن سقوط العديد من القتلى.
ووقع اكبر اعتداء في شمال سيناء في 19 غشت الماضي واسفر عن مقتل 25 جنديا مصريا.
ونشرت مصر اخيرا قوات اضافية في شمال سيناء لمواجهة الجهاديين الاسلاميين واعلنت عن مقتل العديدين منهم.
غير ان مجموعة جهادية مهمة في سيناء قالت في بيان نشرته الاربعاء على شبكة الانترنت ان الجيش المصري “يروج لانتصارات زائفة” في شبه الجزيرة غداة اعلانه عن مقتل ثمانية جهاديين في ضربات جوية نفذتتها مروحيات.
وقال بيان نشر على موقع (السلفية الجهادية) ان “الاعلام الحكومي وعلى رأسه الكذاب العسكري (في اشارة الى المتحدث العسكري) كل دوره هذه الأيام هو الترويج لعمليات زائفة وانتصارات وهمية”.
واضاف البيان ان “عمليات الجيش في سيناء ما هي إلا اعتقالات عشوائية للأبرياء وإخراج صورهم على أنهم مسلحون وخطرون وهم من الأبرياء ولا ناقة لهم ولا جمل في أي أحداث في سيناء ، وعمليات قصف لبيوت الأهالي يصورونها على أنها قصف لمواقع المسلحين وكل ما يصرحون به من قتل أو أسر لأعداد كبيرة من المسلحين فهو كذب مفضوح”.