والي تطوان يبقي على أعمدة في قلب المدينة تتضمن الصليب وتخلد أحداث اسبانية طالما لم يطلب الملك منه تغييرها

أعمدة مصنوعة في اسبانيا تخلد أحداث اسبانية وجرى إلغاءها من معظم مدن اسبانيا، ولكن والي تطوان قام بنصبها في هذه المدينة المغربية

يرفض والي ولاية تطوان تغيير الأعمدة التي قامت مصلحته بنصبها في شارع عشرة ماي في قلب تطوان، وهي أعمدة تحمل رموزا دينية وإسبانية، ويؤكد أنه طالما لم يطلب منه الملك محمد السادس ذلك، فلن يفعل ولن يستجيب لمطالب المجتمع المدني في مدينة تطوان.

وكانت ولاية تطوان قد تولت ترصيف بعض شوارع مدينة تطوان خلال السنة الأخيرة ومنها شارع عشرة مايو، والمثير أن الولاية نصبت أعمدة تعود الى فترة قديمة للغاية في اسبانيا بها رمز للصليب ثم اسم فيرناندو السابع في العمود بينما سنة 1832 فهي تتعلق بإلغاء هذا الملك  مرسوما حول ولاية العرش وعاد في السنة نفسها لتبني القرار نفسه.

 ويتعلق الأمر هنا بمرسوم “بركماتيكا” المصادق عليه سنة 1830 والذي نص على إمكانية تولي المرأة العرش في حالة عدم وجود نسل من الذكور، وتعرض الملك عندما كان مريضا لضغط قوي من حاشيته والكنيسة ووقع سنة 1832 على إلغاء المرسوم وأصبح العرش من نصيب شقيقه الأصغر كارلوس ماريا إسيدورو دي بوربون الذي كان يحظى بدعم الكنيسة، لكن يوم 31 ديسمبر1832 أعاد العمل بالمرسوم وأصبحت ابنته إيزابيلا الثانية ولية للعهد بدل شقيقه الذي أقصي من ولاية العرش متسببا في حرب أهلية طاحنة دامت سنوات.

ورغم طبيعة هذه الأعمدة، ورغم أن المجتمع المدني طالب في مناسبات عديدة ضرورة تغيير هذه الأعمدة التي يجهل كيف تم اقتناءها ولماذا لم يتم عرضها على خبراء في تاريخ المدينة للبث فيها بحكم أن المدن تنشر وتنصب أعمدة وتقيم تذكارات تتماشى وتاريخها وليس تمجيد تاريخ دول أخرى، فالوالي يصر أنه لن يغير هذه الأعمدة حتى يطلب منه الملك ذلك.

ويذكر أن معظم مدن اسبانيا قامت بإلغاء هذه الأعمدة من ساحات وشوارع مدنها، لكنها وجدت من يقتني بعضها كخردة لنصبها في مدينة تطوان.

Sign In

Reset Your Password