بعد مرور ثلاثة أشهر على التزام وزير الخارجية صلاح الدين مزوار نهج استراتيجية جديدة في التواصل في ملف الصحراء المغربية، لا تفيد المؤشرات بوجود أي استراتيجية بل حتى الوزير لم يتواصل مع الصحافة المغربية نهائيا في هذا الملف الذي يعتبره المغرب القضية الوطنية الكبرى.
وكان الملك محمد السادس قد نبه في خطاب ملفت الى الصعوبات التي يجتازها ملف الصحراء بسبب الحملة القوية التي تقودها جبهة البوليساريو والجزائر. وساد الاعتقاد أن الخطاب يشكل بداية نهج استراتيجية جديدة لاسيما في ظل تصريحات متتالية لعميد الدبلوماسية المغربية يطالب فيها بالرهان على تطوير التواصل بالاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي، وتشديد على تطوير الخطاب والتخلي عن “لغب الخشب”، وفق المصطلح الذي استعمله.
وبعد مرور ثلاثة أشهر، لم تقدم الخارجية المغربية أي استراتيجية جديدة. فعلى المستوى الداخلي، لم يعقد الوزير أي اجتماعات مع الصحفيين لتقديم توضيحات عكس الاجتماعات التي كان يعقدها في الماضي الطيب الفاسي الفهري وإن كانت “انتقائية”.
وعجزت وزارة الخارجية على تسطير برنامج للدبلوماسية الحزبية والمدنية بالتنسيق مع الأحزاب والجمعيات بل أن سفارة لها في الشرق الأوسط عمدت الى عرقلة مشاركة أسماء عربية وازنة في نشاط عربي حول الصحراء ستحتضنه مدينة تطوان نهاية الأسبوع الجاري بسبب التماطل في منح التأشيرة.
ومقابل الحديث عن استعمال شبكات التواصل الاجتماعي، لم ينشئ الوزير صفحة خاصة به في الفايسبوك يقدم تصريحات وتوضيحات عكس سلفه في المنصب سعد الدين العثماني الذي يتوفر على صفحة وكان يطل على لاصحفيين بين الحين والآخر.
وفي الوقت ذاته، تعمل صفحة الخارجية في الإنترنت بشكل تقليدي وفقيرة المضمون حتى على مستوى الأرشيف وتنهج “خطاب لغة الخشب” حتى الآن، وهي اللغة التي طالب هو شخصيا بتجاوزها.
وتفيد مصادر دبلوماسية حول الاستراتيجية المرتقبة أن هناك اجتهادات في هذا الشأن قد ترى النور قريبا، لكن مرت ثلاثة أشهر على خطاب الملك ومطالبته للمجتمع والحكومة بالتحرك. ودراسة حضور ملف الصحراء في وسائل الاعلام الدولية، يظهر غياب الحضور المغربي مقابل حضور مكثف لرواية البوليساريو لاسيما في الصحافة الأمريكية التي لم تكن تهتم في الماضي بهذا النزاع.