مواجهة الحوثيين أكبر عملية حربية تواجهها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية

حدة المواجهات في البحر الأحمر وباب المندب بسبب اختيار غالبية سفن الشحن الدولي الإبحار عبر جنوب القارة الإفريقية تفاديا للأسوأ، غير أن البنتاغون اعترف بأن المواجهة البحرية مع الحوثيين هي أكبر عملية للبحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن أكبر المفاجآت التي حملتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هو دخول الحوثيين فيها، إذ فرضوا معادلة جديدة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من خلال منع السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة للموانئ الإسرائيلية المرور من البحر الأحمر وباب المندب. وبدأوا في استهداف سفن الشحن البحري بالطائرات بدون طيار ثم بصواريخ وأحيانا باليستية، وانتقلوا الى ضرب السفن الحربية. ويشترط الحوثيون إنهاء عملياتهم بوقف إسرائيل حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.

ونتج عن هذه المواجهات واستهداف عدد من السفن، وعجز البحرية الغربية عن حماية الشحن البحري الدولي في المنطقة، لجوء شركات الشحن إلى تغيير مسار السفن عبر جنوب إفريقيا في تجاه أوروبا وأمريكا اللاتينية بل حتى بعض الموانئ المتوسطية.

يبرز هذا التغيير في طرق النقل البحري فشل الأساطيل الغربية في مواجهة الحوثيين، إذ تشهد المنطقة حضور أساطيل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا رفقة دول أخرى ضمن عملية “حارس الرفاهية” منذ ديسمبر الماضي، ثم عملية أخرى يشرف عليها الاتحاد الأوروبي باسم “أسبديس” منذ الشهر الماضي.

ويعترف البنتاغون بخطورة وصعوبة المهمة، إذ وصف قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، الأدميرال براد كوبر، مؤخرا، العمليات في المنطقة بأنها “أكبر معركة تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، سفننا الحربية منخرطة في القتال. وعندما أقول منخرطة في القتال، فهذا يعني أننا نطلق النار عليهم، وهم يطلقون النار علينا ونحن نرد عليهم”، وفق موقع أوبكس 360 العسكري الفرنسي الذي عالج كيف أن أكبر مشكلة يواجهها الغرب أمام الحوثيين هي استعمال صواريخ اعتراضية تبلغ قيمتها أكثر من مليون يورو لتدمير طائرات مسيرة وصواريخ لا يتعدى سعرها 20 ألف يورو في بعض الأحيان. وأعطى الموقع مثالا الصاروخ الاعتراضي أستر 15 الفرنسي-الأوروبي الصنع، الذي تبلغ قيمته مليون ونصف مليون يورو لمواجهة صاروخ باليستي حوثي قيمته 50 ألف دولار. كما نبهت البحرية الأمريكية لهذا الخلل في التوازن بين قيمة الصواريخ الهجومية الحوثية وقيمة الصواريخ الأمريكية التي تعترضها.

وهكذا، لم يسبق للبحرية الحربية الغربية أن استعملت صواريخ اعتراضية ضد أي دولة أو حركة منذ الحرب العالمية الثانية كما يحدث الآن مع الحوثيين، إذ إن الحروب وعمليات الغزو التي خاضتها الولايات المتحدة بعد الحرب الكبرى لم تكن بحرية بل برية وجوية مثل حرب فيتنام والعراق وصربيا وأفغانستان وغرينادا، وكانت تستعمل السفن للقصف بالصواريخ أو انطلاق المقاتلات، بينما يختلف الأمر في باب المندب والبحر الأحمر، حيث أصبحت الأساطيل الغربية هدفا للحوثيين.

ويتجلى التخوف في أن سلسلة إنتاج منظومات الدفاع البحري محدودة مثلها مثل إنتاج القذائف، مما يجعل الدول الغربية حريصة في الحفاظ على مخزونها وتسعى إلى الرفع من الإنتاج رغم صعوبة ذلك.

Sign In

Reset Your Password