من المسؤول عما وصل إليه العراق، سياسة جورج بوش الإبن أم سياسة باراك أوباما؟

الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما وسلفه جورج بوش الإبن

يؤدي الوضع السياسي الكارثي في العراق الى تساؤلات في الولايات المتحدة وأوروبا حول من يتحمل مسؤولية ما يجري في هذا البلد العربي بعد التقدم الملحوظ الذي يحققه تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، هل هي مسؤولية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن أم مسؤولية الرئيس الحالي باراك أوباما؟

وبعد مرور 11 سنة على غزو العراق وما بشره به المحافظون الجدد من دمقرطة الشرق الأوسط بالقضاء على نظام صدام حسين ومحاصرة إيران، يفيد الواقع بنتائج عكسية بعدما بدأت المنطقة تدخل في حرب طائفية بين السنة والشيعة قد تمتد لعقود م الزمن إذا لم يتم احتواءها.

وعالجت بعض وسائل الاعلام الأمريكية بنوع من السخرية أنه بينما كان وزير الخارجية جون كيري يكرم يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري في مقر الوزارة الوزيرة السابقة ومستشارة الأمن القومي كوندوليسا رايس التي كانت من أشد المدافعين لغزو العراق سابقا، كان تنظيم “داعش”  يتقدم في العراق ويهدد بالزحف على العاصمة بغداد التي يوجد على بضع عشرات الكلمرات منها.

وتتمحور المسؤولية حول سؤال عريض وسط الطبقة السياسية والعسكرية الأمريكية، وهو نقاش يمتد الى باقي العالم خاصة في أوروبا والعالم العربي بحكم الانعكاسات السلبية والخطيرة لما يحدث في العراق على باقي دول المنطقة. ويقول المحافظون في الولايات المتحدة بمسؤولية الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما لما يجري العراق بعدما قرر سحب القوات الأمريكية من هذا البلد، وهو ما جعل تنظيمات إرهابية تنتعش.

ومن جهتهم، يحّمل المنتمون الى الحزب الديمقراطي وهو حزب الرئيس باراك أوباما المسؤولية الى الرئيس السابق جورج بوش الإبن وفريقه من المحافظين الجدد، ولا تنقصهم الأدلة التاريخية والعسكرية. ويرى هذا الطرف أن المحافظين الجدد هاجموا العراق بذريعة وجود أسلحة دمار شامل، وتبين لاحقا عدم وجود هذه الأسلحة بل جرى إهداء البلد الى تنظيم “داعش” المرتبط بالقاعدة، وهو تنظيم لم يكن له وجود في العراق أصلا من قبل.

وبينما يتقدم مقاتلو “داعش” بتنسيق مع فصائل أخرى منها مسلحون من حزب البعث الذي يجد الفرصة للانتقام مما لحق به سنة 2003 على يد القوات الأمريكية، يتردد أوباما في إرسال القوات العسكرية الى العراق. ويؤكد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني “ليس هناك حلول عسكرية للأزمة العراقية بل حلول سياسية”.

وتكتب مجلة ذي نايشن في عددها هذا الأسبوع “لم يعد لطائرات ف 16 والصواريخ مكانا في العراق لأن مقاتلي داعش يتواجدون وسط السكان المدنيين، وكل عملةي تعني مقتل المدنيين”. وتنتقد هذه المجلة المحسوبة على الصف التقدمي سياسة واشنطن غير الذكية كل تدخل عسكري وتدعو الى تغليب الحل السياسي.

ويفرض الوضع الحالي  في العراق واقعا جديدا على المنطقة يمر أساسا عبر مفاوضات سياسية بين دولتين، إيران التي تؤيد الشيعة والعربية السعودية التي ترعى السنة، ولكن يبقى التساؤل: هل يمكن التفاوض مع تنظيم مثل داعش؟

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password