يحضر ملف نزاع الصحراء المغربية في الأمم المتحدة في أشغال قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويعمل الأمين العام للمنظمة بان كيمون على طرحه مع عدد من المسؤولين، في حين يقوم مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بحملة مكثفة لصالح البوليساريو ومضادة للمغرب.
وفي اللقاء الذي جمعهما منذ ثلاثة أيام، طرح بان كيمون ملفات متعددة مع ملك اسبانيا فيلبي السادس، وتفيد الصحافة الإسبانية ومنها جريدة لراثون معالجة المسؤولين لملف الصحراء. وتنقل هذه الجريدة ذات التوجه الملكي طلبا تقدم به بان كيمون الى الملك فيلبي السادس بضرورة انخراط مدريد أكثر في البحث عن حل لنزاع الصحراء. وتعهد الملك الإسباني بالعمل من أجل هذا الهدف تماشيا مع مقررات الأمم المتحدة.
وجاء طلب بان كيمون للملك فيلبي السادس لسببين، الأول وهو صفة اسبانيا بكونها قوة استعمارية سابقة في الصحراء حتى سنة 1975، تاريخ مغادرتها للمنطقة، والسبب الثاني هو عزم الأمم المتحدة تحريك ملف الصحراء ابتداء من نهاية السنة الجارية التي تعتبرها منعطفا في مسيرة البحث عن الحل. وكان الأمين العام قد سطر على هذا في تقريره الى مجلس الأمن سنة 2014.
وما جرى بين بان كيمون وفيلبي السادس تكرر كذلك بين الأول والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، حسبما نقلت وكالة إنير سيتي بريس المتخصصة في أخبار منظمة الأمم المتحدة.
ويأتي إصرار بان كيمون في وقت أنهى فيه مبعوثه الخاص في نزاع الصحراء، كريستوفر روس جولته في موريتانيا وهي التي بدأها في لندن، حيث زار الجزائر واسبانيا وباريس وسويسرا. وجرى استقبال كريستوفر روس على مستويات عليا في بعض الدول مثل الجزائر واسبانيا وموريتانيا بينما خصص له المغرب استقبالا هامشيا بلقاءه فقط الكاتب العام لوزارة الخارجية ناصر بوريطة دون وزير الخارجية صلاح الدين مزوار أو رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران.
ومن المنتظر حضور ملف الصحراء في مباحثات المسؤولين الأفارقة مع بان كيمون وزعماء آخرين. ويقوم مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي بنشاط لافت. في هذا الصدد، توجه وفد عنه الى الأمم المتحدة الأسبوع الماضي واجتمع بمسؤولي المنظمة. ويطرح هذا المجلس ما يعتبره تأخرا في حل الأمم المتحدة نزاع الصحراء عبر الاستفتاء.
وعقد رؤساء الدول والحكومات المشكلة لمجلس السلم والأمن اجتماعا السبت الماضي في نيويورك انتهى بمجموعة من التوصيات أبرزها التركيز على التأخر الحاصل في إيجاد حل للنزاع وفق مقررات الأمم المتحدة ثم التعهد بالإستمرار في البحث عن الحل علاوة على الضغط على مجلس الأمن لفرض احترام حقوق الإنسان في الصحراء ووقف استغلال الموارد الطبيعية للمنطقة.
وعانى المغرب سابقا من التدخلات القوة ضد من طرف بعض زعماء إفريقيا في خطاباتهم أمام الجمعية العامة وخاصة حكام إفريقيا الأنجلوسكسونية، أما الآن فهو يواجه حملة منظمة من طرف الاتحاد الإفريقي.