جدد حزب اتحاد التقدم والديمقراطية الثقة في أمينته العامة روسا دييث بأغلبية مطلقة في المؤتمر العام للحزب الذي عقده نهاية الأسبوع. ويعتبر هذا الحزب الفتي والذي يتقدم بشكل ملحوظ في المشهد السياسي الإسباني من الأحزاب التي أصبحت تبلور خطابا معاديا للمغرب في مختلف المجالات وعلى رأسها الصحراء واتفاقية الصيد البحري والمبادلات الزراعية المغربية-الأوروبية.
وحصلت روسا دييث في المؤتمر الذي جرى في مدريد وانتهى أمس الأحد على قرابة 93% من أصوات المؤتمرين، وكانت المرشحة الوحيدة.
وهذا الحزب فتي للغاية، فقد تأسس سنة 2007 عندما نشق عن الحزب الاشتراكي، وتزعمت القيادة روسا دييث ومجموعة مؤيدة لها الانشقاق بسبب الخلاف مع زعيم الاشتراكيين خوسي لويس رودريغيث سبتيرو في سياسة تجاه بلد الباسك الذي كان في الحكم وقتها.
ويتوفر حاليا على خمسة نواب في البرلمان، وحقق في الانتخابات التشريعية الأخيرة قرابة مليون و140 ألف صوت، مما أهله أن يكون ضمن المراكز الخمسة الأولى في ترتيب الأحزاب وطنيا.
وكشف استطلاع للرأي نشرته اليوم جريدة راثون المحافظة أن هذا الحزب اقترب من 9% من الأصوات المعبر عنها، وهذا يمنحه أكبر تقدم لحزب فتي منذ الانتقال الديمقراطي. وتوجت زعيمة الحزب من طرف الناخبين الإسبان كأحسن سياسية ي البلاد متقدمة على رئيس الحكومة ماريانو راخوي وعلى زعيم المعارضة ألفريدو روبالكابا.
ويصف الحزب نفسه إديولوجيا أنه في صفوف التقدميين واليسار الاشتراكي الأوروبي، ويدافع عن رؤية قومية راديكالية بشأن “اسبانيا موحدة” التي يمكن إصلاحها عبر الفيدرالية ولكن ضد انفصال كتالونيا وبلد الباسك.
الحزب ورؤيته للمغرب
ومن خلال الاطلاع على الأرضية السياسية للحزب ومواقفه وتصريحاته في البرلمان. يعتبر اتحاد التقدم والديمقراطية صاحب الخطاب الأكثر راديكالية تجاه القضايا المغربية وأصبح يتجاوز في هذا الصدد اليسار الموحد الذي مثل الشيوعيين.
ويعارض الحزب اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، ويعارض اتفاقية التبادل الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ويعتبر في ملف الصحراء من الأصوات الأكثر راديكالية في دعم تقرير المصير ودعم مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. ويتصدر الحزب الأسئلة في البرلمان الإسباني في الملفات المغربية-الإسبانية ودائما بنوع من النقد والسلبية، وآخر سؤال تقدم به هذه الأيام يتعلق بملابسات مقتل شابين من مليلية على يد البحرية المغربية في المياه القريبة من الناضور. ويتبنى موقفا متطرفا في سبتة ومليلية، حيث يطالب اسبانيا بسياسة حازمة تجاه الرباط لكما جرى الحديث عن المدينتين المحتلتين.
ولا تجمع علاقات تذكر بين الأحزاب المغربية وهذا الحزب الاسباني، إذ تركز الأحزاب المغربية فقط على مخاطبة أكبر حزبين في اسبانيا، الحزب الشعبي الحاكم حاليا والحزب الاشتراكي المتزعم للمعارضة.