حضر الملك محمد السادس اليوم مراسيم تنصيب الرئيس الجديد لمالي، إبراهيم كيتا الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي. وكان لافتا للانتباه قول الملك في خطابه “الانتصار على القوى الطلامية” في إشارة الى الانتصار على تنظيم القاعدة في هذا البلد الإفريقي.
وعلى غير عادته ولأول مرة منذ وصوله الى العرش، شارك الملك محمد السادس في مراسيم تنصيب رئيس دولة وهي دولة مالي الى جانب رؤساء أفارقة آخرين. وتكشف تقاليد الدبلوماسية المغربية أن الملك عادة ما يرسل شقيقه لحضور مراسيم تنصيب ملوك ورؤساء الدول الكبرى وبعض الوزراء لمراسيم الدولة المتوسطة والصغرى، لكن هذه المرة فضل المشاركة شخصيا. وتأتي مشاركته ضمن التركيز على إفريقيا.
وألقى الملك خطابا في هذه المراسيم نشرته وكالة المغربي العربي للأنباء، ومن ضمن ما جاء فيه بعد الإشادة بالسياسيين الماليين “أود الإشادة بالجهود التي بذلها رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا وتشاد ووقوفهم إلى جانب دولة مالي الشقيقة، من أجل تجاوز الفترة العصيبة التي مرت منها. وفي نفس السياق، أجدد عبارات الشكر لرئيس الجمهورية الفرنسية، السيد فرانسوا هولاند، على الدعم الصريح والحاسم الذي قدمه بلده الصديق، ولدينامية وشجاعة ديبلوماسيته في سبيل تحقيق السلم والاستقرار في مالي”.
واستعرض الملك التعاون ين المغرب ومالي وخاصة في جانبه الإسلامي بقوله “إن الإسلام في المغرب وفي مالي واحد، ممارسة وتقاليدا. إنه إسلام متشبع بنفس القيم المبنية على الوسطية والاعتدال، وبنفس تعاليم التسامح والانفتاح على الأخر. كما أنه يظل عماد الوشائج الروحية التي تجمع على الدوام بين بلدينا”. وحول التعاون الديني، أعلن الملك عن تكوين 500 إمام في المغرب على المذهب المالكي.
وعلاقة بالإسلام ولكن هذه المرة في شقه السياسي، قال الملك في خطابه “وإننا بقدر ما نهنئ أنفسنا جميعا على هذا الانتصار الجماعي، على قوى الظلامية والانفصال في مالي، فإننا ندرك أيضا حجم التحديات التي تنتظر هذا البلد، خلال مرحلة المصالحة الوطنية وإعادة البناء”.
ويلمح الملك محمد السادس بهذا الى انتصار التحالف الدولي على تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي حاول غزو مالي خلال السنة الماضية، وتسببت في تدخل عسكري فرنسي بدعم من موريتانيا والمغرب والجزائر ودول إفريقية أخرى. كما يلمح الى الانتصار على الطوارق بحكم أنها الحركة التي أعلنت انفصال شمال مالي ضمن مشروط دولة الطوارق.