قللت الدولة المغربية من زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس الى الرباط بعدما اقتصرت فقط على اجتماع مع وزير الخارجية صلاح الدين مزوار بدون لقاء مسؤولين آخرين وعلى رأسهم الملك محمد السادس. ويقع هذا في وقت يسود الاعتقاد أن هذه الزيارة حاسمة للانتقال الى مرحلة جديدة من معالجة النزاع.
وكان كريستوفر روس قد بدأ جولته الدولية التي شملت عواصم غربية وابتداء من الأسبوع الماضي كل من الجزائر وتندوف وموريتانيا وأخيرا المغرب تحت شعار “الانتقال الى المفاوضات المباشرة”، حيث كان قد تعهد لمجلس الأمن الدولي خلال أكتوبر الماضي بالبحث عن صيغة جديدة نحو معالجة جوهر النزاع وهو سيادة الصحراء بعد فشل المفاوضات غير المباشرة.
وشملت زيارته المغاربية الجزائر يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي، وأجرى مباحثات مع رئيس الحكومة عبد الملاك سلال ووزير الخارجية رمطان العمامرة. ولم يستقبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كريستوفر روس بسبب وضعه الصحي المتدهور. وانتقل لاحقا الى مخيمات تندوف حيث أجرى مباحثات مع زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز ولاحقا الى موريتانيا وبحث النزاع مع الوزير الأول الأغظف.
وخلال زيارته الى المغرب، لم يجتمع سوى بوزير الخارجية صلاح الدين مزوار أول أمس الاثنين ولم يتم الاعلان عن اجتماعه برئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران ولم يستقبله الملك محمد السادس.
ويمكن اعتبار تحجيم المغرب لزيارة روس الى الرباط بمثابة رفض مسبق للمقترحات التي يحملها المبعوث الأممي حول الصيغ المستقبلية للمفاوضات المباشرة مع جبهة البوليساريو.
ويشعر كريستوفر روس بنوع من الثقة بعدما حصل على تأييد لمساعيه في البيان الرسمي الأمريكي-المغربي الخاص بزيارة الملك محمد السادس الى البيت الأبيض. ولهذا قد يكون قد أقدم على مقترحات جديدة قد لا تصب في مصلحة الرباط، وهذا جعل المغرب يقوم بتحجيم زيارته تفاديا لتعهدات قد تنعكس عليه سلبا في المستقبل.
وفي الوقت ذاته، يجد روس نفسه في موقف حرج للغاية، فهو يبحث عن صيغة تنقذه من الفشل المؤقت الذي يعاني منه أمام مجلس الأمن الذي يطالبه بنتائج، وسيبحث المجلس النزاع في ظرف شهرين ونصف. وخلال هذه المدة، المبعوث الخاص مطالب بتقديم نتائج ملموسة تدل على تقدمه في النزاع، وهو الأمر الذي لن يحصل بسبب استمرار المغرب في التأكيد على الحكم الذاتي وإصرار البوليساريو على استفتاء تقرير المصير.