هل يرغب المغرب الانتقال الى تصنيع بعض الأسلحة الخفيفة التي لا تتطلب استثمارات كبيرة شأنه شأن الكثير من الدول؟ الجواب في تصريحات مسؤول عسكري اسباني كبير الذي كشف أن الرباط طلبت من مدريد التعاون وتفويت التكنولوجيا في هذا المجال.
وكشف الجنرال خوان مانويل غارسيا مونتانيو المشرف على مديرية السلاح في وزارة الدفاع الإسبانية عن مباحثات جرت بينه وبين ممثلين عن المغرب مؤخرا طلبوا من مدريد المساعدة التقنية والتعاون وتفويت التكنولوجيا في صناعة بعض أنواع الأسلحة.
وصرح هذا المسؤول للموقع الرقمي “دفينسا” أن هذه المباحثات خلال المعرض العسكري في لندن مؤخرا، وتجلت في اتفاقيات تجارية وتعاون ومنها تفويت التكنولوجيا لكي يتمكن المغرب من بدء برامج عسكرية مرتقبة”. ولم يقدم المسؤول الإسباني نوعية المساعدة والتكنولوجيا التي طلبها المغرب.
ولا ينتظر أن يبدأ المغرب بصناعة عسكرية متطورة لأنه يفتقد للكثير من المقومات بل قد يبدأ بتصنيع بعض المصفحات، كما أن اسبانيا لا يمكن أن تفوت له تكنولوجيا متقدمة بسبب غياب الثقة بين الطرفين وبحكم استيراد اسبانيا تكنولوجيا الحرب من دول مثل الولايات المتحدة، إذ أن كل تفويت يتطلب ترخيصا من البنتاغون.
في هذا الصدد، كان المغرب قد أعرب عن اهتمامه بمصفحات “فامتاك” الإسبانية لنقل الجنود، ولا يستبعد أنه يرغب في صناعتها في المغرب بدعم من اسبانيا. وكان الوزير المنتدب في الدفاع عبد اللطيف لوديي قد زار مصنع فامتاك شمال غرب اسبانيا سنة 2013. كما يرغب المغرب في صنع بعض القنابل والمتفجرات اعتمادا على التقنمية الإسبانية.
والمغرب مثله من الكثير من دول العالم وخاصة العالم العربي يعتبر من الدول المستهلكة/المستوردة للسلاح. وتأخر المغرب كثيرا في صناعة الأسلحة ولو الخفيفة جدا. وهذا يعود لأسباب متعددة ومنها:
في المقام الأول، لم ينجح في إقناع شركات أسلحة دولية الاستثمار في المغرب ولم يعمل على الحصول على ترخيص لتصنيع بعض الأسلحة. ولا تجمعه اتفاقيات دولية مع بعض الدول لتركيب العتاد العسكري.
في المقام الثاني، هناك ضعف النسيج الصناعي المغربي وضعف الجامعات المغربية بسبب هشاشة البحث العلمي.
في المقام الثالث، عكس بعض دول العالم الثالث، لم يعرب المغرب نهائيا عن إرادة سياسية للانتقال الى التصنيع السياسي بل لم يطور حتى صناعة صيانة حقيقية للعتاد العسكري الذي يقتنيه وخاصة المتطور منه.
ولم ينهج المغرب سياسة بعض الدول مثل إيران وتركيا باكستان في تطوير القطاع العسكري. ويزداد عدد الدول التي تراهن على التصنيع ومنها استراتيجية الجزائر التي أبرمت اتفاقيات مع دول مثل صربيا وإيران وجنوب إفريقيا والبرازيل للتصنيع الحربي ابتداء من سنة 2017 بل حتى مع دولة غربية وهي المانيا لتصنيع مدرعة فوكس.