تجري الأمم المتحدة آخر المحاولات لتحريك مفاوضات الصحراء المغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو، وذلك قبل تقديم الأمين العام للمنظمة بان كيمون تقريرا الى مجلس الأمن خلال بداية أبريل المقبل لاتخاذ قرار قد يكون منعطفا في تاريخ البحث عن حل للنزاع. وفي حالة الفشل، قد تعمد الأمم المتحدة الى البحث عن مبعوث جديد لمرحلة ما بعد أبريل المقبل التي ستكون مختلفة.
ولم يتوصل المغرب والأمم المتحدة الى اتفاق بشأن عودة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء، كريستوفر روس (دبلوماسي أمريكي). وكانت جريدة القدس العربي سباقة الى الكتابة عن تحفظ المغرب استقبال روس والاستمرار في المفاوضات على الشاكلة الحالية.
وعمليا، يطالب المغرب بتوضيح مهام روس والالتزام بعدم مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء من طرف قوات المينورسو وعدم نقل ملف الصحراء من البند السادس الى البند السابع الذي ينص على بدء فرض حل للنزاع.
وكان هناك أمل في لقاء بين الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون خلال سبتمبر الماضي إلا أن اللقاء لم ينعقد، ويستمر الجفاء. وتؤكد مصادر أممية لجريدة القدس العربي استمرار المفاوضات حاليا بين المغرب والأمم المتحدة للتوصل الى حد أدنى سيسمح لروس بزيارة جديدة للمغرب وباقي أطراف النزاع وهي البوليساريو والجزائر وموريتانيا بهدف تقديم تقرير الى مجلس الأمن لاتخاذ قرار خلال أبريل.
لكن المباحثات بين المغرب والأمم المتحدة لم تسفر عن نتائج إيجابية، وهو ما يعني استمرار كريستوفر روس بدون أجندة العودة الى منطقة المغرب العربي لمعالجة النزاع.
وتفيد كل المعطيات باستبعاد توصل المغرب والأمم المتحدة الى اتفاق إلا إذا قدم واحد من الطرفين تنازلا سياسيا، وبالتالي من المحتمل جدا تقديم بان كيمون تقريرا الى مجلس الأمن الدولي خلال أبريل المقبل ينص على فشل آليات المفاوضات المكوكية التي جربها كريستوفر روس والرهان لاحقا على صيغ جديدة قد تشكل منعطفا في البحث عن الحل.
وجريا على عادتها، ففي حالة قرار الأمم المتحدة تغيير منهجية البحث عن الحل في نزاع الصحراء، فستعمد بدون شك الى الرهان على مبعوث جديد في النزاع بدل كريستوفر روس.
وعمليا، في حالة الرهان على مفاوضات جديدة التي تعني فتح مرحلة جديدة في البحث عن الحل، ستبحث الأمم المتحدة عن مبعوث جديد بأفكار جديدة لأن هذه المفاوضات قد تكون مختلفة الآليات عن السابقة وتتطلب ثقة الأطراف المعنية في المبعوث الجديد، وهو ما لا يتوفر في روس حاليا بسبب اعتراض المغرب عليه تقنيا.