مسؤولية الهمة في توريط الملك في فضيحة “غالفان” وجزء من المغاربة يعتبر إقالته شرطا للتصالح مع الملكية

لافتة رفعها متظاهر في تظاهرة الدار البيضاء تطالب برحيل الهمة

تشير المعطيات الى مسؤولية المستشار فؤاد علي الهمة في التسبب في أكبر حملة ضرر لصورة الملك محمد السادس وطنيا ودوليا بسبب فضيحة غلفان. وهذا يجعل الكثير من الأصوات تشير الى ضرورة إقالته حتى يتم إغلاق هذا الملف بشكل صحيح ويتصالح الملك مجددا مع جميع شرائح الشعب بعدما وجد نفسه في أسوأ مأزق منذ توليه العرش.

وكان بنهاشم قد صرح للجريدة الرقمية “كود” عند اندلاع هذه الفضيحة أن إدارته لا تتولى نهائيا تهيئة لوائح العفو الملكي، وعاد ليلمح لهذا الواقع رغم قبوله القرار الملكي. نفي بنهاشم يزيد من التركيز على دور فؤاد علي الهمة، وهو ما ذهبت إليه الجريدة الرقمية لكم في مقال لها يوم الاثنين وعادت لتقدم جريدة الباييس في عدد الثلاثاء رواية وافية للأحداث. والمثير أن كل المعطيات تصب اتهام فؤاد علي الهمة.

جريدة الباييس تؤكد أن الملك خوان كارلوس احترم الدستور المغربي وطلب من رئيس الحكومة بن كيران إجراءات نقل سجين اسباني الى اسبانيا ليكمل عقوبته، وبمجرد ما علم فؤاد علي الهمة بالخبر اتصل بالسفير الإسباني في الرباط ألبرتو نافارو ليؤكد له أن المرة القادمة من الأحسن معالجة الأمر مباشرة مع الدويان الملكي. وتقدم السفير بلائحتين، الأولى تتضمن العفو عن سجناء والثانية تتضمن ترحيل سجناء الى اسبانيا ومنهم دنييل غالفان.

وكان العفو الملكي عن اللائحتين بما فيها غالفان، ومعه اندلعت أكبر فضيحة وهزة اجتماعية وسياسية منذ تولي الملك محمد السادس العرش.

تصرفات فؤاد علي الهمة يأتي ضمن استراتيجيته التضييق على الحكومة وخاصة رئيسها والإبقاء على ملكية تنفيذية يلعب فيها الدور الرئيسي بحكم ما يستمده من نفوذ من قربه من الملك. لكن الخطير هذه المرة، ترتب عن مناورته في ملف السجناء الإسبان هذه أكبر ضربة سلبية لصورة الملك أمام الرأي العام الوطني والدولي. ولم يسبق للرأي العام أن نظر سلبا للملك كما جرى هذه المرة.

مناورة فؤاد علي الهمة ومسؤوليته في العنف ضد التظاهرات التي جرت الجمعة الماضية، جعلت جزء من الرأي العام يقتنع أن استعادة الملك لصورته الإيجابية نسبيا تمر عبر  التخلي عن مستشاره الذي سبق وأن وضعه في مواقف حرجة وفتح له جبهات متعددة مع سياسيين وصحفيين ومع ابن عمه الأمير هشام.

جزء كبير من الرأي العام وخاصة الحقوقيين والسياسيين الذين لا ينتمون الى المؤسسات الرسمية يعتبرون أن التصالح مع المؤسسة الملكية يمر أساسا عبر  ضرورة إقالة الملك لمستشاره فؤاد علي الهمة.

ومن ضمن ذلك، الكتابات في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي التي توجه انتقادات لاسابقة لها للملك وتحثه على اتخاذ هذه الخطوة. في الوت ذاته، فتظاهرة الدار البيضاء ليلة الثلاثاء والساعات الأولى من اليوم الأربعاء رفعت شعارات ضد الملكية ومن الأسباب الرئيسية فؤاد علي الهمة الذي طالبت بمحاكمته.

ويبقى القرار الصعب وفق ما يدور وسط جزء من الرأي العام، هو هل سيفضل الملك مستشاره على مطلب لجزء من الشعب؟

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password