قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بزيارة الى المغرب الخميس من الأسبوع الجاري، ولا تعتبر بالزيارة الناجحة أو المنعطف في العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن أبرز عناوينها تخلف الملك محمد السادس عن استقبال المسؤول الأمريكي وزيارة الأخير الى مقر الاستخبارات المدنية المغربية بدل العسكرية، وهي سابقة مثيرة للغاية.
وتأتي زيارة بومبيو الى المغرب في ظل تطورات يشهدها ملف الشرق الأوسط ومنها محاولة إسرائيل التوقيع على اتفاقية مع الدول العربية بعدم الاعتداء. ومن خلال مضمون الزيارة التي لم تنتهي ببيان رسمي واضح، فهي ليست بالناجحة نهائيا خاصة وأنها أول زيارة لمسؤول أمريكي كبير في عهد الرئيس دونالد ترامب، بل تبقى زيارة فاشلة للأسباب التالية:
في المقام الأول، كان من المفترض على وزير الخارجية الأمريكي أن تكون زيارته للمغرب مناسبة لتعيين سفير أمريكي في الرباط وهو أمر لم يحدث. إذ لا يوجد سفير في السفارة الأمريكية بدون سفير منذ ثلاث سنوات، بينما كل دول الجوار فيها سفير أمريكي.
في المقام الثاني، كان على هذه الزيارة التركيز على تطوير العلاقات الثنائية من خلال موقف واضح للإدارة الأمريكية بدعم الحكم الذاتي في الصحراء، الأمر الذي لم يحصل. وفي المقابل، ركز وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في تصريحاته على قضايا غير رئيسية ومنها استعداد المغرب لمواجهة إيران.
في المقام الثالث، غادر وزير الخارجية الأمريكي المغرب دون لقاء الملك محمد السادس بسبب تواجد هذا الأخير منذ أسابيع في عطلة مفتوحة في الغابون، وبالتالي غياب الملك يعني عدم التوصل الى اتفاقيات كبرى لأن الموظفين المغاربة لا يستطيعون اتخاذ قرارات في غياب الملك.
ويبقى المثير في هذه الزيارة هو زيارة مايك بومبيو مقر الاستخبارات المدنية المغربية، الجهاز الذي يديره عبد اللطيف الحموشي. ويعتبر هذا الأمر سابقة بحكم أن المسؤولين لا يزورون مقرات الاستخبارات. في الوقت نفسه، يعتبر جهاز الاستخبارات العسكري الذي يديره ياسين المنصوري هو المسؤول عن العلاقات الخارجية في مجال الاستخبارات، فهو الذي يعتبر مخاطبا للمخابرات الأمريكية وكذلك للجهاز السري للخارجية الأمريكية، لكن يبدو أنه جرى تهميشه في هذه الزيارة.