لماذا أصبح الاتحاد الإفريقي يشكل الخطر الأكبر على المغرب في ملف الصحراء؟

قمة الاتحاد الإفريقي 2014 التي صادقت على تعيين خواكيم شيصانو مبعوثا في الصحراء

لماذا أصبح الاتحاد الإفريقي يشكل خطرا على المغرب في ملف الصحراء المغربية؟ إنه التساؤل الذي يردده أكثر من مهتم بهذا الملف وخاصة في المغرب، ويتناقض وما يجري تأكيده من تغلغل المغرب في القارة السمراء وكسب الأنصار لسياسته.

وعلى الرغم من عدم عضوية المغرب في هذا الاتحاد القاري وانسحابه منذ في الثمانينات بعدما قبل بعضوية البوليساريو كدولة رغم أن المغرب وقتها قبل بإجراء استفتاء تقرير المصير إلا أنه تحول الى مصدر القلق بل الخطر الرئيسي على المصالح المغربية في نزاع الصحراء.

وخلال الثلاث سنوات الأخيرة، رفع الاتحاد الإفريقي من مساندته لجبهة البوليساريو بشكل مكثف، وتقف دول على رأسها نجيريا والجزائر وجنوب إفريقيا وراء هذه السياسة. وتتلخص أبرز المبادرات السياسية التي قام بها الاتحاد الإفريقي في ملف الصحراء في مبادرتين لهما تاثير حتى الآن، وهما:

في المقام الأول، تعيين مبعوث خاص للاتحاد الإفريقي في نزاع الصحراء وهو خواكيم شيصانو رئيس الموزمبيق السابق. وجرت عملية التعيين في قمة ملابو السنة الماضية، ويقوم الأخير بجولات في عواصم العالم مدافعا عن تقرير المصير وما يعتبره “تصفية الاستعمار في الصحراء”.

في المقام الثاني،  تبني قمة جوهانسبورغ خلال مايو الماضي رسميا تولي الاتحاد الإفريقي الحديث باسم البوليساريو في المنتديات الدولية. وهذا يعني تبني الاتحاد قضية البوليساريو كقضية جميع الأفارقة. وهذا ما يفسر الحملة التي يقودها الاتحاد الإفريقي دوليا ومنها في الأمم المتحدة حاليا ضد المغرب ولصالح البوليساريو مصرا على تحديد تاريخ إجراء استفتاء تقرير المصير.

ومن الانعكاسات السلبية لهذه السياسة هو تحول الاتحاد الإفريقي كاتحاد قاري يخاطب الاتحادات القارية الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي وسيلاك في أمريكا اللاتينية والدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة. وعليه، لم يعد الأمر يتعلق بدولة تساند البوليساريو مثل الجزائر أو جنوب إفريقيا بل جعل اتحاد قاري بالكامل وراء قضية رغم وجود دول ترفض هذا التوجه مثل السينغال، لكن لا تأثير لها في الملف.

ويحاول الاتحاد الإفريقي لعب دور في السياسة الدولية ومنها التنسيق مع اتحادات أخرى، وهنا تحدث عملية المساومة والتفاوض حول دعم هذا الملف مقابل الآخر.

وتحدث هذه التطورات لتبرز محدودية السياسة المغربية تجاه القارة السمراء، فقد اعتمدت العالم الاقتصادي مثل الاستثمارات والتركيز على مجموعة من الدول التي تعتبر مسبقا صديقة للمغرب مثل ساحل العاج والسينغال والغابون بينما فقدت أخرى كانت صديقة مثل مالي. في الوقت ذاته، فشلت دبلوماسية الرباط حتى الآن في مخاطبة الدول الإفريقية الأنجلوسكسونية ذات التأثير القوي في القارة السمراء.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password