ترفض موريتانيا حتى الآن تعيين سفير لها في الرباط للسنة الخامسة على التوالي، ويعود السبب الرئيسي الى رغبتها في قيام المغرب بتغيير سفيره المعتمد في نواكشوط. ولا يقدم أي بلد تنازلا في هذا الشأن.
وشهدت موريتانيا حركة دبلوماسية نسيطة في تغيير السفراء خلال السنوات الماضية، وبلغت ثلاث عمليات، لكنها أبقت على سفارتها في الرباط بدون سفير ومنذ سنوات بل وعمدت الى تخفيض التمثيل الدبلوماسي تدريجيا.
ويعتبر التمثيل الدبلوماسي الموريتاني في الرباط الأضعف من نوعه مع دولة تقيم معها نواكشوط علاقات دبلوماسية. وكان السفير الموريتاني في الرباط ينتمي دائما الى مربع الحكم أو من الدائرة الأولى للرئاسة. وكمثال على هذا، فبعد 2008، تولى الوزير الأول السابق الشيخ العافية ولد محمد خونة سفارة الرباط وتلاه وزير الخارجية السابق محمد ولد الطلبة وأخيرا وقبل سحبه وزير الداخلية السابق محمد ولد معاوية.
في الوقت ذاته، قام المغرب بتعيين سفراء في مناسبات متعددة ومنها خلال الشهر الماضي حيث قام بأكبر عملية تغيير للسفراء في تاريخ الدبلوماسيىة المغربية، لكن لم يغير السفير في نواكشوط.
وتفيد معطيات حصلت عليها ألف بوست بإبلاغ نواكشوط الرباط بطرق مختلفة أن التطبيع الدبلوماسي، أي تعيين سفير جديد في الرباط يمر أساسا عبر تغيير المغرب لسفيره في موريتانيا وهو عبد الرحمن بنعمر الذي يشغل المنصب منذ أكثر من عشرين سنة. وتآخذ نواكشوط، وفق الاعلام الموريتاني سابقا، على السفير المغربي تدخله في الشؤون الداخلية الموريتانية في الماضي، الأمر الذي كان قد تسبب في توتر في العلاقات الثنائية وجعل موريتانيا ترفع من علاقاتها مع جبهة البوليساريو.
ورغم زيارة وفد مغربي مكون من وزير الخارجية صلاح الدين مزوار ومدير المخابرات العسكرية ياسين المنصوري والمفتش العام للقوات المسلحة بوشعيب عروب الى موريتانيا يوم 12 ديسمبر الماضي ولقاءه بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، لم يحصل تعيين السفير الموريتاني في الرباط.
وطالما تربط موريتانيا تعيين سفير لها بتغيير الرباط ممثلها الدبلوماسي في نواكشوط، وفي ظل رفض المغرب لسياسة الواقع هذه، ستبقى سفارة موريتانيا في الرباط شاغرة الى أجل غير مسمى.
