تحولت إيطاليا وفرنسا واسبانيا الى مثلث الرعب بسبب كورونا فيروس نظرا لآرتفاع الإصابات والوفيات بشكل مقلق للغاية لاسيما بعدما أعلنت حكومة روما الحجر الصحي على البلاد برمتها. ونظرا للموقع الجغرافي للدول الثلاث، هناك تخوف من أنها قد تتحول الى مصدر قاتل للقارة الإفريقية وأساسا منطقة المغرب العربي–الأمازيغي ومنها المغرب.
وسجلت إيطاليا رقما مهولا يومه الثلاثاء بأكثر من عشرة آلاف من المصابين و631 من الوفيات بينما لم يتعافى سوى 724، وهذه الأرقام في معدلها المائوي تتجاوز الصين لأنها تقترب من 7% من المصابين بينما في الصين لم تتجاوز 4%. وأدركت حكومة روما صعوبة احتواء انتشار الفيروس، فكان القرار الأول وهو إغلاق المدارس والجامعات ثم فرض الحجر الصحي على شمال البلاد بسكانه 16 مليون وبمدنه الكبرى مثل ميلانو. لكن القرار لم يكن كافيا وعممت الحجر الصحي على مجموع البلاد منذ الاثنين من الأسبوع الجاري حتى بداية أبريل المقبل. وهذا القرار هو استثنائي في الاتحاد الأوروبي حتى الآن، فهو يحد من الحركة ويلغي تقريبا الحياة الاجتماعية.
وارتفعت عدد الإصابات في فرنسا بشكل سريع للغاية، إذ تجاوزت الألف منذ يومين وأصبحت الآن في 1800 ومس عدد من أطر الدولة ومنهم وزير الثقافة فرانك رايستر، مع تسجيل 33 من الوفيات حتى ليلة الثلاثاء . وتتخوف حكومة باريس من احتمال وقوع السيناريو الإيطالي بشأن الانتشار السريع. وأقدمت فرنسا على إغلاق المدارس ومختلف المؤسسات في بعض مناطق البلاد، وقد تضطر الى تعميم القرار إذا جرى الانتقال الى المرحلة الثالثة مثل إيطاليا.
ويتكرر المشهد نفسه في اسبانيا، فقد سجلت يوم الأحد قرابة 500 حالة، لكن مع ليلة الثلاثاء بلغت الإصابات 1650 وعدد الوفيات35، واضطرت بعض المحافظات الكبرى مثل مدريد ونواحيها الى إغلاق المدارس الجامعات وكذلك في بعض مناطق شمال البلاد كأجزاء من بلد الباسك. وبدأ الفيروس يلقي بظلاله على شمال البلاد.
ويبقى الوضع في المانيا تحت السيطرة، ولم يصل الى مستوى قلق الدول الثلاث، فقد سجل هذا البلد أكثر من 1450 حالة لكن عدد الوفيات لم يتجاوز اثنين، مما يؤكد سيطرة الألمان حتى الآن على الفيروس.
ولا تخفي المنظمة العالمية للصحة قلقها من انتشار الفيروس في هذا المثلت، وهو ما ما دفعها الى إعلان دخول الفيروس مرحلة الوباء العالمي. ونظرا للموقع الجغرافي للدول الثلاث وشبكة اتصالاتها بين شمال أوروبا والقارة الإفريقية، فقد تتحول الى مصدر قاتل لانتشار المرض في كل الاتجاهات.
وعمليا، تحول جنوب أوروبا الى مصدر الرعب لدول المغربي العربي أو شمال إفريقيا،فقد وصل الى الدول الثلاث المغرب وتونس والجزائر عبر الضفة الشمالية للمتوسط وأساسا إيطاليا. وتعد الدول الثلاث الصدر الرئيسي للسياحة وبها أكبر جالية مغاربية التي تقدر بقرابة ثمانية ملايين.
وعلاقة بالمغرب، فتوجد جالية تقدر بحوالي أربعة ملايين في الدول الثلاث، وحركة طيران نشيطة باستثناء إيطاليا التي أوقفت الرحلات مع العالم منذ الثلاثاء من الأسبوع الجاري.