بعد مرور أسبوعين على الاغتيال البشع الذي تعرض له الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول التركية، يبدو أن الحلقة الأولى من النهاية هي ترقب اعتراف السعودية بتنفيذ عناصر أمنية “غير منضبطة” لعملية الاغتيال، والحلفة الثانية هي الإفراج عن المعتقلين، بينما الحلقة الثالثة والنهائية هي احتمال تغيير ولي العهد.
وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين من الأسبوع الجاري أنه بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الملك سلمان بن عبد العزيز حول مصير خاشقجي “لقد أنكر الملك بشكل حازم أن يكون على علم بأي شيء.. لا أريد التكهن بمكانه (خاشقجي)، إلا أنه بدا لي أن الأمر قد يكون حصل على أيدي قتلة مارقين.. من يعلم؟”. ويبدو ما صرح به الرئيس الأمريكي هو الحل الذي تراهن عليه العربية السعودية لتفادي العقوبات وإنقاذ نفسها من الغضب العالمي.
وكانت ألف بوست سباقة منذ يومين الى الحديث عن سيناريو سعودي يتجلى في اتهام مسؤولين أمنيين بقتل خاشقجي بطريقة غير متعمدة خلال استنطاقه في القنصلية السعودية في اسطنبول، وبالتالي عدم تحميل الجريمة الى القيادة السعودية، وإقناع عائلة الضحية بالدية. وكان عنوان المقال هو “السعودية نحو احتمال اعتراف ضمني بمسؤولية قتل خاشقجي وتحميلها لأمنيين وإقناع عائلته بالدية”.
وعلمت جريدة ألف بوست من المصادر نفسها التي تحدثت عن احتمال اعتراف ضمني للعربية السعودية بمسؤوليتها غير المباشرة في الجريمة عن وجود خريطة طريق للحل جرت بلورتها وتتضمن ثلاث حلقات وستكون مطروحة أمام الرياض. ويبدو أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيحمل معه خريطة الطريق لأنه زيارته الفورية الى الرياض بأمر من ترامب ستبقى بدون معنى إلا إذا حمل معه مخططا للتفاوض من أجل الحل.
وتتجلى الحلقة الأولى في الاعتراف بارتكاب موظفين أمنيين سعوديين الجريمة بطريقة غير متعمدة بل بسبب انفلات خلال استنطاق الصحفي في مقر القنصلية أو منزل القنصل، وبالتالي، وفي ظل الارتباك، جرت محاولة تغييب جثته للتغطية عن الجريمة.
وتتجلى الحلقة الثانية في اتخاذ السعودية إجراءات للإفراج عن المعتقلين السياسيين وخاصة نشطاء المجتمع المدني وحرية الحركة للأمراء الذين اعتقلوا في فندق ريتز كارلتون السنة الماضية.
وتبقى الحلقة الثالثة وهي الأصعب مناقشة مستقبل ولي العهد محمد بن سلمان لأنه سيكون من الصعب قبول المنتظم الدولي توليه العرش بعد المغامرات التي أقدم عليها خلال سنة واحدة فقط كولي للعهد فكيف سيكون الأمر كملك.
المقال الذي نشرته ألف بوست يوم السبت 13 أكتوبر ويتحدث عن قرب اعتراف السعودية بالجريمة