بدأت قناة الجزيرة في نهج استراتيجية جديدة تنفي عنها طابع الإخوان المسلمين والانحياز في معالجة قضايا الربيع العربي ومنها الملف السوري ومن أبرز هذه التغييرات توقيف الصحفي أحمد منصور بسبب مشاركته في انتفاضة الإخوان المسلمين.
وتؤكد مصادر مقربة من القناة لألف بوست أن إدارة القناة مدركة أنها تستمر كأول قناة في العالم العربي ولكن ليس بالزخم الذي كانت عليه منذ سنة على الأقل بل تراجعت نسبة المشاهدة، إذ فقدت الكثير من مشاهديها وبدأت القنوات الرياضية للجزيرة تتفوق على القناة الإخبارية. وتواجه منافسة قوية من قنوات مثل بي بي سي وسكاي نيوز والميادين الحديثة الظهور.
وخلال عمليات الاستطلاع، تنهج قناة الجزيرة مناورة، فهي لا تسأل ما هي القنوات التي تشاهدها الإخبارية أم الرياضية بل تسأل فقط عن الجزيرة ككل.
ومن ضم المشاهدين الذين فقدتهم القناة، الليبراليين واليساريين العرب، ولعل من مؤشرات هذا التغيير الكتابات التي تنتقد قناة الجزيرة في الوقت الراهن في عدد من المنابر الصحفية الغربية، بعدما كانت في الماضي تحظى بإجماع أطياف الألوان السياسية العربية من يمين ويسار وإسلاميين وحركات قومية مثل الأمازيغية.
وبدأ عدد من المفكرين والصحفيين البارزين في العالم العربي يرفضون الظهور في قناة الجزيرة بعدما كان الجميع يسعى الى ذلك في الماضي لأنهم كانوا يعتبرونها منبرا متميزا للتواصل مع الرأي العام العربي.
وتفاديا لمزيد من التراجع وفقدان الريادة، تعمد قناة الجزيرة الى محاولة تبني الاعتدال والموضوعية في ملفات الربيع العربي وعلى رأسها مصر وسوريا والتقليل من التركيز فقط على المحافظين والمنتمين الى الحركات الإسلامية.
ومن علامات التغيير النسبي، إيقاف الصحفي أحمد منصور بسبب مشاركته في أحداث مصر الى جانب حركة الإخوان المسلمين، ومحاولة الانفتاح على باقي الفاعلين السياسيين المصريين بدل الإخوان المسلمين فقط.
وفي الملف السوري، لم تعد تتبنى أطروحات الجيش السوري الحر بل تحاول أن تقدم وجهة نظر النظام السوري وتبحث عن مفكرين وسياسيين سواء عرب أو أجانب يدافعون عنها.
وتفيد المؤشرات الى استمرار الجزيرة كقناة أولى للأخبار في العالم العربي لكنها لم تعد القناة الرئيسية التي ساهنت بشكل فعال منذ أواخر التسعينات وحتى السنة الماضية في تأسيس رأي عام عربي قبل ارتكابها أخطاء تتجلى في الانحياز لبعض الأطروحات على حساب الأخرى.
