في تطور مثير في حادث فقدان الجنود الإسبان الثلاثة، لا تستبعد وزارة الدفاع الإسبانية فرضية تعرضهم للاختطاف من طرف سفينة صيد، وذلك في ظل تضارب الأخبار حول إنقاذهم. وتحدث كل هذه التطورات ويستمر المغرب الرسمي في التزام لاصمت بدون تقديم توضيحات حول عملية الإنقاذ المفترضة.
وسقطت طائرة مروحية “سوبر بوما” يوم الخميس من الأسبوع الجاري على متنها ثلاثة جنود كانت قادمة من موريتانيا نحو جزر الكناري، وأكدت وزارة الدفاع الإسبانية سقوط الطائرة المروحية 74 كلم جنوب مياه الداخلة. وفي الوقت الذي كان يجري البحث عن المفقودين، أكد الدرك الملكي المغربي للإسبان أنهم عثروا على الجنود الثلاثة.
وأفادت الرواية المغربية الصادرة عن الدرك والتي جرى إرسالها الى اسبانيا ليلة الخميس الماضي بعثور سفينة صيد على الجنود الثلاثة وقد حملتهم لاحقا دورية للدرك الملكي. وتطورت لاحقا الرواية الى استمرار الجنود الثلاثة في سفينة الصيد. وبعد ثلاثة أيام لم يتم العثور على سفينة الصيد، كما لم يتمكن غطاسو البحرية الإسبانية من الوصول الى قمرة الطائرة المروحية التي توجد على عمق 45 مترا من سطح المحيط.
وفي ظل هذا الغموض، تنقل جريدة لراسون المقربة من الدوائر العسكرية والحاكمة تحت عنوان ” وزارة الدفاع تبحث عن الجنود في البحر ولكنها لا تستبعد فرضية الاختطاف”، أي عدم استبعاد وزارة الدفاع أي فرضية حول مصير الجنود الثلاثة بما فيها فرضية احتمال تعرضهم للاختطاف من طرف سفينة الصيد التي قد تكون أنقذتهم للمطالبة بفدية.
واستعملت وزارة الدفاع طائرات ف 18 المتخصصة في الحراسة والدفاع البحري لرصد سفينة الصيد بدون جدوى.
وتبقى عملية الاختطاف فرضية مطروحة لمدريد، وإن كانت ثانوية جدا، طالما لم يتم بعد الوصول الى قمرة الطائرة المروحية، وتوجد في عين مكان غرق الطائرة المروحية سفن مجهزة بربوطات تحاول الوصول ليها لمعرفة مصير الجنود الثلاثة.
ورغم كل هذه التطورات ومنها الحديث عن فرضية وقوع عملية اختطاف للجنود الثلاثة في المياه المغربية في الصحراء، تلتزم السلطات المغربية الصمت المطلق دون تقديم توضيحات ومنها كيف أخبرت مدريد يوم الخميس الماضي بإنقاذ الجنود الثلاثة ليتبين عدم صحة الخبر.
وهذه الفرضية، ورغم أنها تبقى ثانوية جدا حتى الآن، فهي مقلقة لأن مدريد بطرحها فهي توحي بوجود نشاط إرهابي في مياه الصحراء المغربية، علما أن المنطقة لم تسجل اي حادث إرهابي سواء في البحر أو البحر.
وتبقى هناك فرضية أخرى لم يتحدث عنها أحد وهي احتمال غرق سفينة الصيد التي أنقذت البحارة بسبب سوء الأحوال الجوية أو أنها فقدت الاتصال بسبب عطب جهاز الاتصال.
وقال وزير الدفاع مورينس يوم الجمعة في ندوة صحفية في جزر الكناري حول تجميد البحث في البدء “لقد كانت لدينا ثقة في المعلومات التي توصلنا بها على أعلى مستوى من السلطات المغربية”. ومن خلال هذا الجواب، يريد الوزير الدفاع عن نفسه أمام الاتهامات بالتقصير في الإسراع بعملية الإنقاذ وتحميل المغرب جزء من المسؤولية.
وقال الكاتب العام لوزارة الخارجية الإسبانية يوم السبت “سنطالب المغرب بتوضيحات حول مصدر الخبر الذي تبين أنه لم يكن صحيحا، لأنه في مثل هذه الحالات عندما يتعلق الأمر بحياة الناس يجب تعزيز التعاون”.