تستمر العلاقات بين المغرب وموريتانيا باردة للغاية ومن عناوينها البارزة عدم تعيين نواكشوط سفيرا في المغرب منذ أربع سنوات، وكشف تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون حول الصحراء معطى آخر مقلق وهو تقديم موريتانيا شكاية الى الأمم المتحدة بسبب المخدرات القادمة من المغرب والتي يمكن لعصابات وشبكات إجرامية استغلالها.
وفي تقريره حول الصحراء، جاء في التقرير حرفيا ما يليفي النقطة 17 ” وفي نواكشوط، أعاد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ووزيرة الشؤون الخارجية الجديـدة فاطمة فال منت اصوينع تأكيد موقف “الحياد الإيجابي” الراسخ الذي تعتمده موريتانيا حيـال التراع. وسلط الرئيس الضوء على بعض التداعيات السلبية الناجمة عن التراع، وبخاصة الكميـة الكبيرة من راتنج القنـب الـتي تـرد عـن طريـق الحـدود الشـمالية لبلـده لتعـبر إلى مـالي والمنـاطق الأخـرى. وأبـرز أن هـذه الظـاهرة تشـكل تهديدا أمنيـا خطـير ا لجميـع بلـدان منطقـة السـاحل والصحراء لأنها تساهم في تمويل الجماعات الإجرامية والمتطرفة والإرهابية”.
وتوظف جبهة البوليساريو والجزائر الحشيش المغربي في الهجوم على الدبلوماسية المغربية في المنتديات الدولية ومنها الأمم المتحدة، ولكن هذه أول مرة تتخذ فيها موريتانيا موقفا من هذا النوع وأمام الأمم المتحدة. والتقرير تفادى ذكر كلمة المغرب لكنه تحدث عن الحدود الشمالية وهي المشتركة مع المغرب.
ويبرز هذا المعطى استمرار برودة العلاقات بين الرباط ونواكشوط، وأن الحشيش المغربي يزيد من التوتر بين البلدين، لاسيما بعد ربط موريتانيا مخاطره بتمويل الجماعات الإرهابية في الساحل.
وترفض موريتانيا حتى الآن تعيين سفير لها في العاصمة الرباط رغم مرور أربع سنوات على شغور المنصب. ولا يقدم الرئيس محمد ولد عبد العزيز تفسيرا لهذا الموقف الغريب، بينما تتحدث الصحافة الموريتانية عن استمرار الخلافات.
ورغم تطوير موريتانيا للعلاقات مع جبهة البوليساريو، واتخاذ الاتحاد الافريقي مبادرات لصالح الجبهة خلال رئاسة محمد ولد عبد العزيز لهذا التنظيم القاري، إلا أن المغرب لم يسحب سفيره ولم يوجه انتقادات لموريتانيا.
وزار وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار نواكشوط خلال نوفمبر الماضي، ولم ترد موريتانيا على الزيارة حتى الآن، الأمر الذي يؤكد استمرار الجفاء والبرودة من الجانب الموريتانيا أساسا.