توجد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في وضع حرج للغاية بسبب استعمالها بريدها الإلكتروني الخاص في مراسلات رسمية، حيث يوجد تخوف من أن يكون قد حدث تسلل الى حسابها من طرف روسيا والصين بل وحتى غربية مثل فرنسا. ويعتبر البريد الالكتروني هدفا للتجسس ومن من ضمن الأخطاء التي وقعت في المغرب في حالة كريس كولمان الذي تسرب الى حسابات مسؤولين مغاربة في الدبلوماسية والمخابرات العسكرية.
وتعيش الطبقة السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة على إيقاع هذا الحادث الذي يعتبره الكثيرون بالخطير جدا لأن وزيرة خارجية دولة بمستوى الولايات المتحدة لجأت الى بريدها الشخصي غير المؤمن للتراسل مع مسؤولين دوليين. وفجرت هذه القضية جريدة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي.
ويستغل الحزب الجمهوري هذه القضية للتهجم على هيلاري كلينتون، حيث يتساءل نواب كيف يمكن لمسؤولة مثل هيلاري الحديث عن ترشحها لرئاسة الولايات المتحدة في وقت تخرق فيه أبسط مبادئ سرية المراسلات مثل استعمال بريدها الشخصي في مراسلات رسمية.
ويكتب الخبراء أن الحسابات الشخصية عادة لا تكون مؤمنة ويمكن اقتحامها بسهولة من أجهزة مخابرات دول تتوفر على تقنية عالية كما هو الشأن مع فرنسا وألمانيا والصين وروسيا، ذلك أن الأمر يتعلق بحسابات تابعة لشركات إنترنت خاصة وليس لمصلحة عمومية.
ويأخذ الموضوع أهميته بسبب ما نشر سابقا من تجسس دول ومنها غربية مثل فرنسا وألمانيا على الحسابات البريدية لمسؤولين أمريكيين، حيث أبدعت فرنسا في هذا المجال ببرامج خبيثة مثل كاسبر وبابر.
وأكد الرئيس أوباما أنه عرف بالأمر من خلال الصحافة، بينما أكدت كلينتون بومه الثلاثاء بحصولها على موافقة مسؤولي الخارجية وأنها لم ترسل معلومات حساسة عبر بريدها الخاص.
ومن باب المقارنة رغم الفارق، فقد ارتكبت هيلاري كلينتون نفس أخطاء مسؤولين مغاربة من الخارجية والمخابرات العسكرية استعملوا حسابهم الشخصي في مراسلات حساسة، الأمر الذي جعل قراصنة تحت اسم “كريس كولمان” يقتحمون هذه الحسابات ويستولون على أكبر نسبة من الوثائق والمراسلات الحساسة للغاية.
وكان قرصان يحمل اسمه كريس كولمان قد نشر وثائق للدبلوماسية والمخابرات العسكرية المغربية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر ما بين أكتوبر ويناير الماضيين. ويعتقد في وقوف فرنسا وراء هذا التسريب بسبب الأزمة الثنائية وقتها مع الرباط وتسريب مغاربة اسم مسؤولة المخابرات الفرنسية في الرباط.