في تطور مثير، الجيش الجزائري قد يسرع بإقالة بوتفليقة عبر الملجس الدستوري واعتقال مرافقيه بتهمة التآمر

وجه الجيش الجزائري رسالة قوية الى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والمحيطين به بسبب ما اعتبره التماطل في تطبيق المادة 102 من الدستور، مما قد يؤدي الى تدخل المؤسسة العسكرية عبر الملجس الدستوري لأزالة الرئيس بل واعتقال مرافقيه بسبب اجتماع يمس الجيش، ويأتي التطور يوما واحدا بعد المسيرة المليونية التي جرت في الجزائر الجمعة من الأسبوع الجاري.

وأصدرت القيادة العسكرية بيانا باسم القائد القوات الجيش الجنرال أحمد قايد صالح، جاء فيه “ترأس الفريق، أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني، مساء اليوم السبت 30 مارس ، اجتماعا بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي، ضم كل من قادة القوات، قائد الناحية العسكرية الأولى والأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، في إطار تقييم الحصيلة العامة للجيش الوطني الشعبي على وجه العموم ولدراسة تطورات الأوضاع السائدة في بلادنا، بعد اقتراح تفعيل المادة 102 من الدستور، على وجه الخصوص”.

ويتابع البيان “يندرج اجتماعنا هذا في إطار الحصيلة العامة للجيش الوطني الشعبي وفقا لمخطط الأعباء، خاصة لدراسة تطورات الأوضاع السياسية السائدة في بلادنا، بعد اقتراح تفعيل المادة 102 من الدستور.

ويبرز البيان على لسان القايد صالح “فكما تعلمون، لقد أكدت في مداخلتي يوم 26 مارس 2019 التي ألقيتها بالقطاع العملياتي جنوب – شرق جانت بالناحية العسكرية الرابعة، على أن تطبيق المادة 102 من الدستور هو الحل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد. هذا الاقتراح الذي يأتي في إطار المهام الدستورية للجيش الوطني الشعبي بصفته الضامن والحافظ للاستقلال الوطني والساهر على الدفاع عن السيادة الوطنية والوحدة الترابية وحماية الشعب من كل مكروه ومن أي خطر محدق، وفقا للمادة 28 من الدستور.”

كما أكد قايد صالح أن هذا الاقتراح الذي يندرج حصرا في الإطار الدستوري، يعد الضمانة الوحيدة للحفاظ على وضع سياسي مستقر، بغية حماية بلادنا من أي تطورات قد لا تحمد عقباها، يضيف البيان.

كما أكد أن غالبية الشعب الجزائري قد رحب من خلال المسيرات السلمية، باقتراح الجيش الوطني الشعبي، إلا أن بعض الأطراف ذوي النوايا السيئة تعمل على إعداد مخطط يهدف إلى ضرب مصداقية الجيش الوطني الشعبي والالتفاف على المطالب المشروعة للشعب.

وأضاف البيان “بالفعل، فإنه بتاريخ 30 مارس 2019، تم عقد اجتماع من طرف أشخاص معروفين، سيتم الكشف عن هويتهم في الوقت المناسب، من أجل شن حملة إعلامية شرسة في مختلف وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ضد الجيش الوطني الشعبي وإيهام الرأي العام بأن الشعب الجزائري يرفض تطبيق المادة 102 من الدستور”.

وقال قايد صالح “على ضوء هذه التطورات، يبقى موقف الجيش الوطني الشعبي ثابتا بما أنه يندرج دوما ضمن إطار الشرعية الدستورية ويضع مصالح الشعب الجزائري فوق كل اعتبار ويرى دائما أن حل الأزمة لا يمكن تصوره إلا بتفعيل المواد 7 و8 و102 من الدستور”، مضيفا أن “كل ما ينبثق عن هذه الاجتماعات المشبوهة من اقتراحات لا تتماشى مع الشرعية الدستورية أو تمس بالجيش الوطني الشعبي، الذي يعد خطا أحمرا، هي غير مقبولة بتاتا وسيتصدى لها الجيش الوطني الشعبي بكل الطرق القانونية”.

ويعتبر هذا البيان شديد اللهجة ضد الرئيس بوتفليقة والفريق المرافق له وعلى رأسهم شقيقه سعيد بوتفليقة. ويتبين من لهجة البيان أنه يتهم المجموعة التي لم يكشف عن اسمها بأنها تريد المس بسمعة المؤسسة العسكرية وكذلك مواجهة الجماهير.

وقد يترتب عن هذا البيان تدخلا واضحا للمؤسسة العسكرية لتطبيق المادة 102 من الدستور الجزائري التي تنص على إقالة الرئيس في حالة عدم استطاعته القيام بالمهام المنوطة به دستوريا. كما قد يترتب عنه احتمال اعتقال المجموعة التي اتهمها الجيش بالتآمر على مصلحة البلاد.

Sign In

Reset Your Password