في أشبه بفيلم لجيمس بوند، اسبانيا تقيم حراسة جوية وبحرية وبرية لمنع رئيس كتالونيا المقال العودة الى برشلونة

رئيس حكومة كتالونيا السابق كارلس بويغدمونت

تعيش اسبانيا فيلما حقيقيا من أفلام السياسة والتجسس بعدما تجندت مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسبانية لمنع عودة رئيس حكومة كتالونيا السابق كارلس بويغدمونت الى برشلونة حتى لا يصبح رئيسا لحكومة الحكم الذاتي.

وتعيش اسبانيا على إيقاع ملف كتالونيا منذ شهور لاسيما بعدما كان برلمان هذا الاقليم قد أعلن نهاية أكتوبر الماضي قيام جمهورية كتالونيا المستقلة وتدخل الحكومة المركزية في مدريد لفرض الفصل 155 من الدستور للحيلولة دون تفكك وحدة البلاد.

وجرت انتخابات تشريعية في الاقليم خلال نهاية ديسمبر الماضي ومنحت الفوز للأحزاب القومية المؤيدة لاستقلال كتالونيا وتعهدت بالعمل على تطبيق هذا الاستقلال. وبدأ القوميون في التحكم في هيئات كتالونيا، فقد جرى اختيار رئيس البرلمان الكتالاني روجر تورنت من حزب اليسار الجمهوري الكتالاني الذي يعتبر من أكثر الأحزاب راديكالية في ملف المطالبة بالاستقلال.

وينتظر انتخاب رئيس حكومة كتالونيا نهاية الشهر الجاري أو بداية المقبل، وهناك اتفاق على تعيين كارلس بويغدمونت رئيسا للحكومة رغم قرار القضاء الإسباني باعتقاله حيث يعيش في بلجيكا رفقة وزراء سابقين من حكومته.

وتعتقد الحكومة المركزية في مدريد بأن بويغدمونت قد يتسلل من بلجيكا الى برشلونة بطريقة سرية للحضور الى البرلمان والتصويت عليه، وإذا وصل الى البرلمان سيكون من الصعب اعتقاله، وإذا جرى التصويت عليه سيتمتع بالحصانة.

وأقدمت الدولة الإسبانية على إقامة حراسة مكثفة في الحدود البرية مع فرنسا وفي المطارات وفي الحدود البرية لمنع تسلل رئيس حكومة كتالونيا المقال الى برشلونة، عاصمة هذا الاقليم. ونشرت قناة أنتينا ترس ربورتاجا تحدث عن انتشار أفراد الحرس المدني (شرطة شبه عسكرية) في نقط الحدود وفي الطرق الثانوية والرئيسية حيث يتم تفتيش بعض السيارات التي يشتبه في أن يكون بويغدمونت على متنها. كما فرضت حراسة مشددة على المطارات الصغيرة التي تستقبل الطائرات الصغيرة والمروحيات.  وتبرز القناة التلفزيونية إخضاع المخابرات الإسبانية بويغدمونت لمراقبة شديدة في بروكسيل لتفادي تسلله الى اسبانيا، بنيما قال وزير الداخلية خوان إغناسيو زويدو “لن نسمح لبويغدمونت التسلل الى اسبانيا ولو في صندوق سيارة”.

ويعتبر بويغدمونت بارعا في التخفي، فقد راوغ أجهزة الأمن الإسبانية يوم فاتح أكتوبر الماضي وصوت في استفتاء تقرير المصير، ونجح رفقة آخرين في إخفاء آلاف من صناديق الاقتراع الخاصة بالاستفتاء حتى يوم إجراءه، وغادر اسبانيا نحو برشلونة بطريقة سرية قبل اعتقاله.

ولم يسبق لإسبانيا أو دولة ديمقراطية أن شهدت سيناريو مماثل لما يجري في كتالونيا، حيث تصف بعض وسائل الاعلام ما يجري ب “جيمس بوند يلاحق رئيس كتالونيا المقال”.

 

Sign In

Reset Your Password