التحق فاضل بنعيش بالعاصمة مدريد سفيرا للمغرب في اسبانيا، وهو بهذا يدخل ضمن السفراء السياسيين أو “السفراء الملكيين” الذين لا يمرون عبر وزراة الخارجية بل مباشرة من القصر الملكي بسبب حساسية وأهمية بعض العواصم الدولية للمصالح المغربية.
وكان المغرب قد تقدم خلال نهاية نوفمبر الماضي بطلب اعتماد فاضل بنعيش سفيرا خلفا للسفير أحمد ولد سويلم الذي جرى توجيه انتقادات حادة له بسبب عدم إنجاز للتحركات التي كان المغرب يعلقها عليه لمواجهة جبهة البوليساريو في اسبانيا التي تشكل المعقل الرئيسي لها.
وكانت وزراة الخارجية الإسبانية قد قبلت طلب تعيين بنعيش سفيرا خلال ديسمبر ،وينقص مصادقة الحكومة النهائية واستقبال الملك له ليصبح سفيرا رسميا وفق القانون الإسباني.
وجاء تأخر مصادقة مدريد على اعتماد السفير المغربي بسبب جنسيته الإسبانية التي يحملها من أمه الإسبانية ومن مدينة غرناطة، حيث كان مسجلا في إحصاء المدينة سابقا. وكان فاضل بنعيش يسافر في مناسبات عديدة بجواز سفر اسباني بدل المغرب.
وينص القانون الإسباني على عدم تحمل أي اسباني تمثيلة بدل آخر أو العمل في قواته الأمنية والعسكرية والدبلوماسية. ويجهل كيفية معالجة هذا الأمر هل جرى من خلال تخلي فاضل بنعيش عن جنسيته الإسبانية والاحتفاظ بالمغربية فقط أم اعتمدت مدريد والرباط على سابقة تتجلى في تولي الماريشال أمزيان منصب سفير المغرب في مدريد ما بين سنتي 1966-1970. وقال الحسن الثاني وقتها أن عملية التعيين هي مبادرة للتقريب بين البلدين.
ويدخل فاضل بنعيش ضمن السفراء المرتبطين مباشرة بالملك محمد السادس لسببين، الأول هو الصداقة الذي تجمعه مع الملك منذ فترة الطفولة، والسبب الثاني بسبب أهمية مدريد ضمن العواصم المهمة للمغرب. وكان الملك قد اتخذ قرار تعيين بنعيش خلال زيارة الملك خوان كارلوس الى المغرب خلال يوليوز الماضي.
ويراهن المغرب كثيرا على فاضل بنعيش لتحسين صورة المغرب في هذا البلد الأوروبي ومحاولة التعريف بقضية الصحراء لدى الفاعلين السياسيين والرأي العام عموما.